بغداد | كشف قيادي في حركة «النجباء» أن الولايات المتحدة تزوّد إسرائيل، منذ بداية الحرب على غزة، بمعلومات أمنية عن دول المنطقة، ولا سيما عن دول المحور، ومنها العراق وإيران وسوريا، وذلك غداة اتهامات وجّهتها «المقاومة الإسلامية في العراق»، إلى القوات الأميركية المتواجدة في البلاد، بالضلوع في مساعدة العدو الإسرائيلي في شنّ هجومه الأخير على إيران.

وأكد القيادي، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «استخدام الأجواء العراقية ممراً لصواريخ الصهاينة على دولة جارة، هو انتهاك للسيادة والقوانين والأعراف الدولية والاتفاقيات الأمنية العراقية – الأميركية»، محذراً من أن «سيطرة الأميركيين على أجواء العراق ستعرّض البلاد لخطر كبير في الوقت الحالي وفي المستقبل». وأوضح أن «ما نقوله ليس اتهامات، بل حقائق يرتكبها المحتل الأميركي، ولدينا الأدلة والبراهين على أن هناك دعماً ومساندة من القواعد الأميركية في العراق لإسرائيل، بما فيها منح معلومات وافية عن المقاومة، وحماية الكيان من صواريخ الفصائل، وأخيراً استخدام أراض عربية من قبل المحتل لقصف الجمهورية الإسلامية”.
بدورها، اتهمت «كتائب حزب الله في العراق»، الولايات المتحدة، بالتواطؤ مع إسرائيل، مشيرة، في بيان، إلى أن «استخدام الأجواء العراقية لتوجيه ضربات إلى منشآت إيرانية، وتكرار هذه الضربات على موجات استمرت لساعات، يعدّ سابقة خطيرة لم تتعرّض لها إيران من قبل، إضافة إلى وجود معطيات تشير إلى استخدام أراضي الأردن وصحراء الحجاز ممراً لطائراتهم، وما كان هذا ليحصل لولا وجود اتفاق مع الأميركيين المهيمنين على السماء العراقية». وأضاف بيان الكتائب أن «التعدي على الجمهورية الإسلامية من كيان مارق دخيل على المنطقة، يشكّل استهتاراً وتجاوزاً خطيراً، يجب أن لا يمر تحت أي ظرف، وإلا أصبح الأمر معتاداً، وسيكرّره هذا العدو المسعور». وهددت الكتائب الأميركيين «بدفع ثمن التآمر لاستخدام الأجواء العراقية، وهذا ما سيكون في زمانه ومكانه، ولا يُستثنى منه الصهاينة. فبعدما تجرّأوا على إيران سيتجرّأون على العراق حتماً إذا لم يدفعوا ثمن عدوانهم باهظاً”.

واشنطن تُخضع الأجواء العراقية لسيادتها وتزوّد العدو بالمعلومات


وقد نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مسؤولين في الحرس الثوري قولهم إن «هجمات الكيان الصهيوني تمت عبر سماء العراق بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية التي تسيطر على المجال الجوي العراقي»، وتحذيرهم مجدداً الجانب العراقي من خطورة الوجود الأميركي. وسبق أن أفاد مصدر عسكري عراقي، «الأخبار»، بأن قوات «التحالف الدولي»، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، تُخضع السماء العراقية لرقابتها. وقال إن «العراق حاول أكثر من مرة أن يشتري منظومات دفاع جوي متطورة من روسيا والصين وفرنسا، لكن واشنطن منعته من القيام بذلك». وأضاف أن «منظوماتنا الدفاعية ضعيفة جداً. ولذا، فإن أي اعتداء خارجي سيسبب للعراق خسائر كبيرة”.
وفي السياق نفسه، يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، مهدي تقي آمرلي، إن «العراق لا يسمح لأي دولة، بما فيها الولايات المتحدة، بأن تستخدم أراضيه ممراً لاستهداف الدول الشقيقة، فضلاً عن أن الحكومة حريصة على وضع البلاد في منطقة الوسط أي الحياد». ويضيف، في تصريح إلى «الأخبار»، أن «البرلمان لديه قرار سابق ينص على إخراج القوات الأجنبية من البلاد، وكذلك نكرّر على الحكومة التي تسعى لإنهاء مهام قوات التحالف الدولي أن تسرّع من خطوتها في هذا الملف». ويتابع أن «جميع الأجهزة الأمنية مستعدة لأي اعتداء خارجي، ولا نقبل أن يكون المحتل الأميركي هو المتحكّم بسيادة العراق. وعليه، في حال ثبوت تورط الولايات المتحدة في مساعدة الكيان الصهيوني ضد إيران، فإننا سنتّخذ خطوات ضد هذا الفعل ونقدّم شكوى أمام المحاكم الدولية”.