وعشية الزيارة، زار رئيس «الشاباك»، رونين بار، أمس، القاهرة، حيث التقى المدير الجديد لجهاز المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد، في لقاء هو الأول من نوعه بعد تولي الأخير منصبه الأسبوع الماضي، تناول بشكل تفصيلي مسألة إرسال المساعدات إلى داخل القطاع. وبحسب مسؤولين مصريين، فإن «الوعود الإسرائيلية بإدخال مزيد من المساعدات إلى سكان جنوب غزة بدأ الوفاء بها جزئياً»، في وقت لا تزال فيه فرص وصول المساعدات إلى الشمال «شبه معدومة» وسط الحصار المفروض على الشمال من قِبل الاحتلال، ومنع إيصال أي مساعدات أو حتى إسقاطها جواً كما كان يحدث من قبل. ومع ذلك، عادت لتتسارع وتيرة تجهيز المساعدات على الجانب المصري تمهيداً لإدخالها إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، فيما لا يزال الحديث عن إعادة عمل معبر رفح مجمّداً حتى إشعار آخر. وفي هذا الجانب، يتوقع المسؤولون المصريون أن تحمل الخطة الأميركية المعدّلة، تكثيفاً لإدخال المساعدات وتسهيل عملية إخلاء الجرحى.
سمحت السلطات المصرية لـ»الحزب الناصري» بإقامة عزاء للقائد السنوار في القاهرة
وعلى خط مواز، انخرط مسؤولون قطريون ومصريون، مع نظرائهم الأميركيين، في مناقشة تفاصيل عدة حول البنود الخاصة بوقف إطلاق النار، وسط استمرار الخشية من تعنت المواقف الإسرائيلية، وهو ما عبّر عنه علناً وزير الخارجية المصرية، بدر عبد العاطي، أخيراً في تصريحات تلفزيونية. ولا يزال المسؤولون المصريون يعوّلون في هذا الإطار على «الضغوط الدولية على تل أبيب، والتي يمكن أن تدفع حكومة بنيامين نتنياهو نحو قبول صفقة من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق نار مؤقت في القطاع، في مقابل الإفراج عن بعض الأسرى المحتجزين».
وبحسب مصادر مصرية تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن التصورات الأميركية التي تجري بلورتها ستحظى بدعم أوروبي، في ضوء المناقشات الأخيرة التي جرت في برلين بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، وقادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الأمر الذي «سيشكل عامل ضغط قوي على الحكومة الإسرائيلية». وتستدرك المصادر بأن «مصر لا تستبعد مماطلة إسرائيلية جديدة إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأميركية»، مضيفة أن الخطة الأميركية المنتظرة ستتضمن تصوراً لـ»اليوم التالي» في غزة مع انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، موضحةً أن هناك إصراراً «ظاهرياً» على التوصل إلى تهدئة باعتبار أن الأمر سيدعم موقف مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، في الانتخابات.
من جهة أخرى، سمحت السلطات المصرية لـ»الحزب الناصري» بإقامة عزاء للقائد السنوار في القاهرة، في وقت نعت فيه عدة أطراف محسوبة على المعارضة والموالاة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الشهيد، رافضة اتهامات التخوين التي أطلقتها بعض الأصوات المحسوبة على النظام. وفي بيان النعي، وصف «الحزب الناصري» السنوار بـ»القائد المجاهد الذي يُعد نموذجاً للتخطيط والتنظيم، والقدرة على المواجهة والفداء»، فيما مُنع نشر أي مقالات تنتقد الشهيد الراحل في الإعلام المصري.