غير أن الحزب الذي سارع رئيسه فور إعلان الحريري قراره تعليق عمله السياسي إلى الجهر بنيته العمل على «وراثة» جمهوره، يكافح من أجل تثبيت مرشحيه بسبب الرفض السني الواسع للتعاون الانتخابي مع ما بات يُعرف شمالاً بـ«الغدّار».
يشكّل السنة 15% من الناخبين في الكورة والبترون وزغرتا سيتحولون من القوات إلى المردة
ففي عكّار، لم تتمكن معراب، بعد، من إيجاد حليف سني وازن، مع حرص نواب المستقبل العكاريين الذين خالفوا قرار الحريري على عدم استفزازه، ولإدراكهم حجم النقمة في أوساط القاعدة الشعبية السنية على حزب القوات ورئيسه. أما في الدائرة الثانية، التي يغيب عنها تيار المستقبل، للمرة الأولى منذ عام 2000، فتتواصل الاتصالات القواتية مع كل من الوزير السابق أشرف ريفي والنائب السابق مصطفى علوش، أحد صقور المستقبل الذين تمرّدوا على قرار رئيس التيار. ومشكلة القوات، هنا، أنه إضافة إلى الرفض الطرابلسي «الفطري» للاقتراع لمرشح قواتي، على خلفية دماء رشيد كرامي، فإن من تتواصل معهم معراب متهمون أساساً بـ«طعن» الحريري والتمرّد عليه. أضف إلى ذلك أن في مقابلهم خصمين غير سهلين: رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، العازف عن الترشح لا عن العمل السياسي، والذي يعمل على دعم لائحة انتخابية لا تستفز الحريري، وتضم وجوهاً جديدة تخوض التجربة للمرة الأولى؛ ولائحة فيصل كرامي - جهاد الصمد القوية (تضم أيضاً جمعية المشاريع وتيار المردة).
مشاكل القوات تمتد حتى إلى الدائرة الثالثة التي تشهد ثقلها الأبرز. إذ يُستبعد أن تصب أصوات السنة في الدورة المقبلة في طاحونة القوات، أو لمصلحة التيار الوطني الحر، فيما يبقى تيار المردة الأقرب إلى السنة الذين تقدر أصواتهم بين الكورة والبترون وزغرتا بنحو 15 في المئة من مجموع الناخبين، ويشكّلون بيضة قبان في هذه الدائرة.