افتتحت «هاينريش بُل» عام 1998، بعد عام واحد على تأسيسها، أول مكتب لها في الشرق الأوسط، في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، بهدف «تعزيز الديموقراطيةالإسرائيلية، والنقاشات حول الصراع في الشرق الأوسط، والتبادلات والحوار بين إسرائيل وألمانيا»، وفقاً لما جاء في بيان التأسيس. وأصبح للمؤسسة اليوم 4 مكاتب
إضافية في الدول العربية في كلٍّ من رام الله (تأسّس عام 1999)، وبيروت (2004)، تونس (2013) والمغرب (2014)، وذلك «استجابةً لشعوب منطقتنا وربيعها العربي» وفقاً للمؤسسة. اللّافت أنّ المؤسسة التي أوكلت إلى نفسها مهمة نشر الديموقراطية في منطقتنا وتوعية شعوب عالمنا الثالث لحقوقهم، لم تجد ضرورة لتأسيس أيّ مكتب يُعنى بالشأن الخليجي أو في أيّ من دول مجلس التعاون.

تمتلك بعض مكاتب المؤسّسة حول العالم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك وفقاً للحاجة التي تراها إدارة المؤسسة، ومن بين أكثرها نشاطاً الحساب المعني
بالشؤون اللبنانية، السوريّة والعراقية، وقد تمّ إنشاء هذا الحساب عام 2011 مع اندلاع الأحداث في سوريا. يمتلك هذا الحساب حوالى 3200 تغريدة على موقع «تويتر»
موزّعة بالتساوي بين الشؤون اللبنانية والسورية مع غياب ملحوظ لأيّ ذكر للشؤون العراقية.
يمتلك هذا الحساب حوالي 3200 تغريدة على موقع تويتر موزعة بالتساوي بين الشؤون اللبنانية والسورية


يُظهر الرسم البياني المرفق، التوزيع العام للتغريدات المعنية بالشأن اللبناني حسب المواضيع التالية: سياسة محليّة، الربيع العربي، ثقافة، بيئة، لاجئون وشؤون
اجتماعية. تسهل ملاحظة نشاط المؤسسة التغريدي في الشأن البيئي نهاية عام 2015 مع بدء التحركات في بيروت نتيجة أزمة النفايات آنذاك، بينما تحوّل في عام 2019
إلى التركيز المفرط على السياسة الداخلية اللبنانية مع انطلاق تحرّكات 17 تشرين وما تلاها من تدهور للأوضاع الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت وتحقيقات الانفجار،
مع التّرويج بشكل خاص لمحتوى المنابر التي تساهم «هاينرش بُل» بتمويلها، كـ«المفكّرة القانونية»، ومنصات تصنّفها المؤسسة منصات «شريكة» كـ«ميغافون» و«درج».