أنشأت وكالة المخابرات المركزية الأميركية عام 1950 ما سمّته «مجلس الحرية الثقافية» (CCF)، وكانت مكاتبه الرئيسية في باريس. صُمّم المجلس كجبهة ثقافية في الحرب الباردة رداً على الـ«كومنفورم» السوفياتي، وتولّى تأسيس وتمويل شبكة عالمية من المجلات الأدبية (إضافة إلى مؤتمرات وحفلات موسيقية ومعارض فنية وفعّاليات ثقافية أخرى). بين عامَي 1962 و1966، طوّر CCF شبكة متنامية من المجلات مثل Encounter في لندن، وTransition في أوغندا، وQuest في الهند، وMundo Nuevo الأميركية اللاتينية ومقرها في باريس، ومجلة «حوار» في بيروت. تولّى توفيق الصايغ رئاسة تحرير «حوار»، وحصل على تمويل مجلّته من CCF عبر «مؤسسة فورد» بإشراف الـ CIA. اعتُبرَت مجلة «حوار» آنذاك طليعية في انتقاء وإبراز نخبة ثقافية عربية، مقدِّمة للكتّاب مبالغ مالية مجزية، فضلاً عن الحرية الثقافية التي حظيت بالإشادة. بحلول عام 1966، افتُضح أمر تمويل «حوار» عبر «مؤسسة فورد» كواجهة للـ CIA، عندما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» قصة استعمال الـ CIA «مجلس الحرية الثقافية - CCF» و«مؤسسة فورد» كواجهة لتأسيس وتمويل مؤسسات ثقافية وأدبية كانت مهامّها تتلخّص بتنفيذ برامج للهيمنة الثقافية الغربية.