هو جنوب أفريقي اكتسب الجنسية البريطانية بالولادة عام 1953. تلقّى تعليمه الأساسي في مدارس بريطانيا، وحصل على بكالوريوس في التاريخ من جامعة كامبريدج البريطانية، وماجستير في العلوم السياسية من جامعة ميشيغان الأميركية. بدأ مارك مالوك براون حياته المهنية عام 1977 مراسلاً لمجلة «إيكونوميست»، وانتقل عام 1979 للعمل في المفوّضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. عام 1983، عاد إلى بريطانيا لفترة وجيزة محاولاً أن يحظى ببطاقة ترشّح للانتخابات البرلمانية عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لكنّه فشل. عام 1986 عُيّن في مجموعة «سويير ميلر» (Sawyer Miller Group)، وهي شركة علاقات عامة دولية متخصّصة في إدارة الحملات الانتخابية لمصلحة المرشّحين الموالين للغرب.
في هذا الإطار، قدّم مالوك براون عام 1989 خدماته الاستشارية الانتخابية لسانشيز دي لوزادا، حاكم بوليفيا المكروه من شعبه بسبب ميوله النيوليبرالية وخضوعه لواشنطن، والذي انتهى به المطاف عام 2003 هارباً من بوليفيا على متن طائرة إلى ميامي الأميركية. بعدها، ظهر مالوك براون في البيرو عام 1990 إلى جانب صديقه القديم الروائي ماريو فارغاس يوسا لمساعدته في حملته لانتخابات الرئاسة.
شملت الأطراف التي قدّم خدماته الاستشارية الانتخابية لها، كورازون أكينو في الفيليبين عام 1986 عندما ترشّحت ضد فرديناند ماركوس وفازت عليه بمؤازرة الجيش والكنيسة، بحجة تزوير ماركوس نتائج الانتخابات، لتلتحق بعدها الفيليبين بركب النُّظم النيوليبرالية في شرق آسيا. ابتداءً من عام 1991، قدّم مالوك براون خدماته لحكام كولومبيا الليبراليين الذين حظوا بدعم عسكري أميركي لسحق «القوات المسلحة الثورية لكولومبيا» (فارك). فعمل على تلميع صورة النظام الذي ترأّسه سيزار غافيريا تروخيو ونفي تهمة تمويل الحملة الانتخابية للأخير من عائدات المخدّرات، قبل أن يتبيّن لاحقاً أنّ الشركة التي عمل مالوك براون لمصلحتها ساهمت في لصق تهمة الإتجار بالمخدّرات بـ «فارك» للحصول على تمويل أميركي بذريعة مواجهة التنظيم الذي صنّفته واشنطن منظّمة إرهابية، وبذلك أصبحت كولومبيا تتلقّى ثالث أكبر دعم أميركي خارجي بعد الكيان الصهيوني ومصر.
بتمويل من صديقه جورج سوروس، أسّس مالوك براون، عام 1993، «مجموعة الأزمات الدولية» التي يرأسها فخرياً حتى اليوم. عام 1994 عُيّن نائباً لرئيس البنك الدولي للشؤون الخارجية ليعمل على تحسين سمعة البنك عالمياً. وعقب تسرّب فضيحة «برنامج النفط مقابل الغذاء» للعراق، وتعرّض الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك كوفي عنان لانتقادات على خلفية الفضيحة التي قيل إن نجله ومسؤولين في مكتبه تورّطوا فيها، كشف المؤرّخ البريطاني بيري أندرسون أنّ المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة يومها ريتشارد هولبروك، استدعى عنان إلى منزله في الجانب الغربي الشمالي لمنهاتن، في اجتماع سرّي حضره موظّفون أميركيون في الأمم المتحدة (روبرت أور وجون روغي ونادر موسويزاده)، وأمره باستبدال طاقم العاملين في مكتبه ومساعديه ونوابه بأمثال مالوك براون. ويؤكد أندرسون أن عنان استجاب لأوامر هولبروك من دون نقاش، وعيّن الموظفين الأميركيين المذكورين في مناصب حسّاسة، كما عيّن مالوك براون مديراً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، قبل أن يعيّنه في آذار 2006 نائباً له.
خلال عدوان تموز 2006 على لبنان، صرّح مالوك براون بأنّ «على أميركا أن تسمح للآخرين بالمشاركة في القيادة لحل أزمة لبنان، وأنصح في هذا الصدد بأن تتبنّى بريطانيا دوراً أقل لفتاً للانتباه». هذا الموقف جعله عرضة لهجوم المحافظين الجدد في إدارة بوش الابن، خصوصاً جون بولتون، فبرّر للصحافة الأميركية لاحقاً ما قصده بالقول: «كنت في الواقع أدعو الولايات المتحدة للتواصل مع فرنسا وآخرين للحرص على تشكيل تحالف متعدّد الأطراف وواسع النطاق لحل مشكلة لبنان، قد أكون نبوياً لكنّي لم أكن منتقداً».
بعد استقالته من منصبه نائباً للأمين العام للأمم المتحدة، في كانون الأول عام 2006، أعلن «صندوق كوانتوم» (Quantum Fund) الذي يملكه جورج سوروس، في 7 أيار 2007، تعيين مالوك براون نائباً لرئيس الصندوق، وعُيِّن في 21 من الشهر نفسه نائباً لرئيس Soros Fund Management و«معهد المجتمع المنفتح» التابعَين لسوروس. في 27 حزيران، انضم مالوك براون إلى حكومة غوردون براون وزير دولة لشؤون أفريقيا والأمم المتحدة في وزارة الخارجية والكومنولث، وحصل بموجب قرار تعيينه في الحكومة على لقب لورد. عام 2009 استقال من الحكومة البريطانية، وعُيّن عام 2010 رئيساً للشؤون العالمية في شركة FTI Consulting، لكنه اضطر إلى مغادرتها عام 2014، بعد رفع إحدى الشركات المتعاقدة معها دعوى قضائية ضده بحجة إفشائه أحد أسرارها لسوروس الذي استغلّ المعلومات لتحصيل مكاسب مالية أضرّت بمصالح الشركة. عُيّن لاحقاً رئيساً لمجلس إدارة الشركة القابضة لتصنيع تكنولوجيا الانتخابات Smartmatic، وفي كانون الأول 2020، اختير رئيساً لـ«مؤسسة المجتمع المنفتح» ابتداءً من كانون الثاني عام 2021.