هو صاحب «أكبر تسريب لمعلومات سرية في التاريخ»، والموقع الذي أحرج أنظمة وحكومات حول العالم، مسبباً لها مشكلات دبلوماسية، إضافةً إلى كشفه حقائق كبرى عن العديد من الأحداث والشخصيات. «ويكيليكس» هو «منظمة إعلامية لا تبغي الربح»، بحسب تعريف الموقع الإلكتروني. وهو متخصص بنشر معلومات ووثائق مسربة بالاعتماد على شبكة من الصحافيين المتطوعين من أنحاء العالم كافة. عام 2006 خرج موقع المنظمة إلى العلن، حين بدأ بنشر وثائق عن حربي أفغانستان والعراق. بعد سنةٍ، مثل فيديو يظهر طائرة أميركية تلاحق مدنيين وتقتلهم في العراق، علامة فارقة في مسيرة الموقع.
لكن «ويكيليكس» لم ينل شهرته العالمية إلا في2010 عندما باشر بنشر برقيات دبلوماسية أميركية ضمت وقائع اجتماعات وتعليقات لبعثات الخارجية الأميركية في معظم الدول على مدى أكثر من أربعين عاماً. هذه البرقيات كان للسفارة الأميركية في لبنان حصة فيها، وقد نُشرت الوثائق على صفحات «الأخبار» قبل ثلاثة أعوام، من بينها برقيات تسرد وقائع لقاء شخصيات لبنانية بالسفير الأميركي جيفري فيلتمان خلال حرب تموز 2006.
أطلق «ويكيليكس» عهداً جديداً في الصحافة، حيث عرّف العالم بالصحافة المرتكزة على التسريبات وعلى المصادر المجهولة، وهي مرحلة متقدمة من الصحافة الاستقصائية. ويشدد «ويكيليكس» في هذا الإطار، على حماية مصادره عبر عدم الكشف عن هوية المسربين. ويقوم العمل الصحافي في الموقع على كتابة المقالات عن الوثائق المسربة بالتزامن مع نشر الوثائق الأصلية، وذلك «ليتمكن القارئ من معاينة الحقيقة التي نخبره عنها» بحسب الموقع.
لم يكن «ويكيليكس» أول من سرب وثائق حكومية. قبل أكثر من 40 عاماً وقع المحلل في مؤسسة «راند» المكلفة تنفيذ أبحاث لوزارة الدفاع الأميركية، دانيل إلسبرغ، على وثائق سرية لدى البنتاغون، تتعلق بالخطط الاستراتيجية والعسكرية الأميركية في حرب فييتنام. سرب إلسبرغ هذه الوثائق إلى «نيويورك تايمز» الأميركية التي نشرتها، مفجرةً فضيحة عرفت باسم «أوراق البنتاغون». الوثائق المنشورة كشفت عن مستوى التضليل الذي استخدمته الإدارة الإميركية لإقناع الرأي العام بجدوى الحرب، ويراها البعض سبباً في تقصير مدة الحرب.
لا يزال مدير «ويكيليكس» جوليان أسانج (1971) مقيماً في سفارة الإكوادور في لندن بعد تقديمه طلب لجوء سياسي. بين تنصيبه بطلاً شعبياً ومؤسساً لحقبة سياسية جديدة، وبين ملاحقته في السويد بذريعة اتهامه بالقيام باعتداءات جنسية، حجز الناشط الأوسترالي مكاناً في مجموعة «الأشرار» الذين أصروا على «حق الشعوب بالوصول إلى المعلومة في ظل أنظمة تدّعي الديموقراطية».