النائب قبيسي، متوعداً من تهجّم على مكاتب النواب: «من يدخل إلى بيوتنا، سندخل إلى بيوته»
لم تطل سيطرة الحركيين على الأرض سوى لساعات. بعد الحملة التي طاولت «أمل»، أصدرت قيادتها بياناً تبرأت فيه من المسلحين وممن اعتدوا على المتظاهرين، مؤكدة «انحيازها لمطالب الناس وتمسكها بحرية التعبير ورفضها للمظاهر المسلحة». ووعدت بـ«إجراء تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة». ترافق البيان مع اتصالات تهدئة أجرتها قيادتا حزب الله وحركة أمل لاحتواء التوتر والترهيب اللذين خيّما على المدينة. وعند المساء، عاد المتظاهرون بخجل إلى ساحة البوابة، فيما وقف مناصرو أمل قبالتهم من دون تسجيل احتكاك. الهدوء المستعاد ضاعف تباعاً أعداد المتظاهرين. في التظاهرة المسائية، انشغل المشاركون بالتبرؤ من إحراق استراحة صور السياحية ليل الجمعة. تبادلوا الاتهامات مع الحركيين بالمسؤولية عن الحادثة التي طرحت تساؤلات عدة. إذ حاول عدد من الشبان اقتحام الاستراحة، قبل أن يردعهم رموز المتظاهرين والجيش اللبناني. وبعد نصف ساعة من مغادرة الجميع، دخل من الباب الخلفي حوالى 300 شاب حطّموا كاميرات المراقبة وأحرقوا وسرقوا محتويات القسم الفندقي والصالات بالكامل على مدى ساعتين، بغياب تام للجيش والقوى الأمنية الذين تبعد مراكزهم عن المكان أمتاراً قليلة. مصدر أمني تحدث إلى «الأخبار» عن توقيف شابين وملاحقة عشرين آخرين.
في النبطية، التزم مناصرو «أمل» بضبط النفس تجاه التجمع الاحتجاجي السلمي أمام سرايا المدينة طوال اليوم، برغم انتشارهم في محيط التجمع ينتظرون الساعة السادسة والنصف مساء. ذلك التوقيت هو موعد فض التجمع الذي قررته القوى الأمنية بذريعة «منع تكرار التعرض لهم كما حصل في الليلة السابقة». وافق المتظاهرون، لكن الحركيين لم ينتظروا حتى المساء. بدأوا نحو الساعة الخامسة بمسيرة سيارة وبالدراجات النارية، رافعة رايات أمل، خرقت التجمع أمام السرايا وجابت الشوارع والتفّت حول مستديرة كفررمان حيث يقام تجمع احتجاجي آخر. النائب هاني قبيسي تفقد منزل جابر، متوعداً من تهجم على مكاتب النواب ورموز المنطقة: «من يدخل إلى بيوتنا، سندخل إلى بيوته»، قال. قيادتا حزب الله وحركة أمل في الجنوب توافقتا على فتح الطرقات المقطوعة بالإطارات المشتعلة. في النبطية، تولى الحزب مواكبة المسيرة الحاشدة التي نفّذها المتظاهرون عصراً من أمام السرايا باتجاه مستديرة كفررمان.
«الثأر» لبري لم ينحصر جنوباً. في الاعتصام السلمي المفتوح عند مستديرة إيليا في صيدا، انسحب منه عشرات المشاركين من حارة صيدا «بعد التطاول» على رئيس حركة أمل.