بعدها، توزّع أولئك القلّة بين الأكثرية الغاضبة ومدّوهم بالشعارات «اللازمة»، لتعلو صرخاتهم بـ «يسقط حكم المصرف»، وبـ«حرامي حرامي، رياض سلامة حرامي».
قد لا يدرك جميع من احتشد خلف هذه الشعارات أن الهندسات المالية التي قام بها حاكم مصرف لبنان بحجة تثبيت سعر الصرف، تسبّبت في عام 2016 فقط في تحقيق أرباح للمصارف ولكبار المودعين بلغت قيمتها نحو 4.8 مليارات دولار، لكنّهم يعرفون جيداً أن «استقرار الليرة اللي بيصرعونا فيه طلع من عيونا»، على حدّ تعبير أحدهم، فيما سأل زميله «شو جاييني إذا الليرة مستقرة وأنا ما عندي لا استقرار وظيفي ولا معيشي؟»، مُضيفاً: «طالما الدولة راضية عليه، يعني هو حرامي أكتر منن».
بداية سقوط «أسطورتين»: سلامة والليرة المُستقرة
لم يدم الاعتصام أمام المصرف أكثر من ساعة، لكن المعتصمين لم يتوقفوا خلال تلك المدة القصيرة عن ترداد شعار «يسقط حكم المصرف»، وهو «تطور نوعي يُبنى عليه فيما بعد لتبيان الصورة الحقيقية لسلامة وللمصارف الذين أشبعونا بطولات مغلوطة بشأن قدسية الليرة»، تقول إحدى منسّقات الاعتصام، مُضيفة: «يكفي أن هؤلاء المحتشدين مضوا إلى رياض الصلح (حيث الاحتجاجات المركزية) وهم يعرفون أن المصارف ليست سوى جزء من الدولة التي يريدون إسقاطها».
عند فضّ الاعتصام، عادت الناشطة العشرينية ورسمت عبارة «تسقط سلامة الليرة» على الرصيف المحاذي لمبنى المصرف، قبل أن تغادر ويغادر المعتصمون، وتبقى تلك العبارة، منبئةً ببداية سقوط «أسطورتين»: سلامة والليرة المُستقرة.