تحدّث الأمين العام لـ«حزب الله»، السيد حسن نصر الله، عن أهميّة خيار المقاومة، مشيداً في هذا السياق بوالدة الشهيد عماد مغنية «التي كانت تشحن العزائم بالصبر والسؤدد»، وذلك في خطاب خلال حفل تأبينٍ لها، بحضور شخصيات سياسية ونيابية ودينية وإعلامية وعائلة الفقيدة، فيما خصّص جزءاً من الخطاب لانتقاد سياسة إدارة دونالد ترامب في الولايات المتحدة. عن العدو الإسرائيلي، أكّد أنْ ليس على المقاومة «تقديم إجابات كلّما تحدّث العدو في أمر ما حول مخزن سلاح لحزب الله»، وذلك من مبدأ أن سياسة المقاومة «هي سياسة الغموض البنّاء» في ما يتعلق «بالأمور العسكرية وسلاح المقاومة»، موضحاً أن «صمتنا صمت هادف». وذكر أن «ما حصل أخيراً بمبادرة من وزير الخارجية جبران باسيل، بعد حديث نتنياهو عن الصواريخ، هو مبادرة مشكورة، ونحن لم نقترح ذلك عليهم»، موجهاً الشكر إلى باسيل، وواصفاً حركته بأنها «دبلوماسية متقدّمة».
كذلك، أشار إلى أنّ «مسؤولياتنا صارت أكبر اليوم»، واصفاً خيارات المقاومة بأنّها «مختلفة لأنّها تتعلّق ببقاء شعب في أرضه ومنع مصادرة قراره ومستقبله، وهي من النوع المكلف الذي تقدم فيه الدماء وخيرة الشباب». وأشار في الوقت ذاته إلى «خيارات البعض في الاستسلام والهروب من تحمّل المسؤولية في مواجهة العدو، وهذا عكس ما قامت به الحاجة أم عماد التي كانت تشحن العزائم بالصبر والسؤدد».
وفي مسألة تشكيل الحكومة، أوضح ألّا «جديد» لديه، «ولكننا نحثّ على تشكيل حكومة وحدة وطنية»، مؤكّداً «أننا لسنا مزعوجين ولا محشورين». وتساءل عن الهدف من الانتظار في ظلّ حديث «الكل عن الوضع الاقتصادي والمعيشي». كذلك، أكّد «عدم وجود عوامل خارجية في مسألة تشكيل الحكومة»، جازماً بـ«عدم تدخّل إيران في موضوع التشكيل ومثلها سوريا».

«أميركا تهين حلفاءها»
من جهةٍ ثانية، توقّف نصر الله عند خطابات الرئيس الأميركي دونالد ترامب «لأخذ العبرة، ومطالبته حلفاءه بدفع الأموال، وخصوصاً في تركيزة حملته على المملكة العربية السعودية». ورأى أن «هذه هي أميركا»، كما وصفها «الإمام الخميني بأنها ناهبة الشعوب»، مضيفاً أن «لا حدود لجشع ترامب لأنّ عينه على الأموال العربية في البنوك الأميركية... خصوصاً أنه يعتبر ذلك من حقّه لأنه يؤمّن لهم الحماية».
وقارن الأمين العام لـ«حزب الله» بين الإدارة الأميركية الحالية والإدارات السابقة، «فالرؤساء السابقون كانوا بارعين في الكلام عن حقوق الإنسان، أما خطاب ترامب فلا وجود فيه لحقوق الإنسان ولا للعدالة، وإنما فقط أموال وحرب تجارية». ولفت إلى أنّ «معايير ترامب هي معايير المال ولا قيمة عنده لمحاكم أو مؤسسات دولية، نحن اليوم أمام نموذج لأميركا التي توغل في استكبارها إلى درجة إهانة حلفائها وأصدقائها، وهي إهانات متكرّرة وبعضها إهانات شخصيّة وإهانات للشعوب، لكنّنا في المقابل لا نرى إلا البسمة والصمت الرهيب من أصدقاء أميركا».