لهم في كلّ عرسٍ قرص، وخلف كل إشكال هم في صدارة الصورة. إنهم مناصرو تيار المستقبل في العاصمة تحديداً. لكأن التيار الأزرق يعيد تكرار مشاهد ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005، وإشكالات الجامعة العربية في 2007، في مسعىً واضح لشدّ العصب الانتخابي، مع عودة بعض «زعران» تيار المستقبل إلى الشوارع بعد طول غياب.أمس، اختار هؤلاء «الزعران»، ولهم من يحميهم في قيادة التيار، ويعطيهم الأوامر، الاعتداء على مناصري جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش). ولا تعدو الإشكالات الأمنية عملاً عبثيّاً، وخصوصاً في منطقة الطريق الجديدة، في ضوء ما يتواتر يومياً من معلومات عن قرار مركزي اتخذه تيار المستقبل بإغلاق هذه المنطقة بوجه منافسيه ومنع المرشّحين والقوى السياسية المناوئة من العمل فيها بكل الوسائل الممكنة، حتى لو اقتضى الأمر استخدام الشارع بكل مفرداته و«زعرانه». ويذكّر هذا القرار، بما حصل بُعيد اغتيال الحريري، حين تحوّلت الطريق الجديدة إلى بؤرة أمنية كان أول ضحاياها مكتب الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي تمّ حرقه في منطقة الملعب البلدي، ثم مكاتب جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية ومؤسساتها في محلة الدنا.
في تفاصيل الإشكال، أمس، قال مصدر مواكب لـ«الأخبار»، إن جمعية المشاريع نظّمت مسيرة انتخابية انطلقت من ساحة أبو شاكر في الطريق الجديدة، بحضور مرشحها في بيروت عدنان طرابلسي، باتجاه مستشفى المقاصد فمحلة قصقص، مروراً بمركز الجمعية بين شارع حمد وشارع الحرش، باتجاه البربير، وصولاً إلى البسطة. وبعد انتهاء المسيرة والتجمّع أمام مكاتب الجمعية، على مقربة من المكان الذي تعرّض فيه المرشّح رجا الزهيري للاعتداء قبل نحو أسبوعين، قامت مجموعة من مناصري المستقبل، بينهم الشقيقان ع. ع. وب. ع.، بتمزيق صور طرابلسي والاعتداء على الحاضرين بالحجارة والعصي، بالإضافة إلى إطلاق النيران من أسلحة حربية في الهواء.
قرار مركزي لتيار المستقبل بإغلاق الطريق الجديدة بوجه منافسيه


على أثر هذا الإشكال، عمد مناصرو «الأحباش» الى تمزيق صورٍ ولافتات لتيار المستقبل في منطقة برج أبي حيدر، وامتدت الإشكالات إلى محيط المدينة الرياضية ومنطقة البسطة الفوقا وتجمّع مناصرو الطرفين لساعات وساد التوتّر في الأحياء الغربية لمدينة بيروت، قبل أن يقوم مسلّحون من تيار المستقبل بإطلاق النار في الهواء وباتجاه مناصرين للأحباش في محيط مبنى دار العجزة الإسلامية في المزرعة. وبعد سلسلة اتصالات سياسيّة، استنفر الجيش اللبناني ونشر دورياته من أفواج التدخّل في مناطق التوتّر، ما دفع بمناصري الطرفين إلى الخروج من الشوارع.
وعلى أثر الإشكال، أصدر المكتب الإعلامي لطرابلسي بياناً أشار فيه إلى أنه «بعد انتهاء الجولة الانتخابية التي قام بها الى الطريق الجديدة، فوجئ الأهالي بتعرض مركز الجمعية لهجوم من بعض الشباب ورمي الحجارة وتمزيق للصور والأعلام وغير ذلك. وقد تم التواصل بين قيادة الجمعية وتيار المستقبل والقوى الأمنية بغية وضع حد للإشكال، وبالفعل قامت وحدات الجيش بالتدخل ووضعت حداً له». كما أوضح أن «وفداً من المستقبل قام، بتكليف من الرئيس سعد الحريري، بزيارة المركز المذكور، وتم الاتفاق على معالجة ذيول الحادث».
من جهته، أعلن تيار المستقبل في بيان، أن «منطقة الطريق الجديدة شهدت إشكالاً تخلله إطلاق نار ورشق بالحجارة خلال احتفال انتخابي لمناصري أحد المرشحين في العاصمة، وتسبب الإشكال بوقوع جرحى، وما لبث أن انتقل إلى محلة برج أبو حيدر حيث تعرض المركز الانتخابي لتيار المستقبل للاعتداء».
وأكد التيار عدم علاقته بأسباب الإشكال، مشيراً إلى أن التداعيات التي رافقته «جاءت في سياق ردود فعل أبناء المنطقة على تصرفات بعض المحازبين المشاركين في الاحتفال».
وأهاب التيار بمحازبيه ومناصريه «التعاون مع السلطات الأمنية المختصة لحفظ الأمن، ولإمرار الاستحقاق الانتخابي بكل هدوء، وعدم الانجرار وراء أي استفزاز من أي نوعٍ كان».