على وجه السرعة، تداعى الخميس 2017/4/6 عددٌ من ممثّلي الأحزاب والهيئات المعارضة للتطبيع مع العدوّ الإسرائيليّ للاجتماع في مركز الحزب الديمقراطي الشعبي في بيروت، وتداولوا في خطورة العمل التطبيعي الذي يجري الإعداد له تحت اسم "Tomorrowland" وتحت عناوين «مدّ الجسور بين شعوب الغد».


ففي 29 تموز القادم يُخطَّط لأن «تتّحد» شعوبُ لبنان و«إسرائيل» وستّ دول أخرى في حفل موسيقي عالمي تشترك في إحيائه شركة Entertainers في جبيل مع أحد المنتجعات في تل أبيب.
إننا، ومن موقع الالتزام بالقضية الفلسطينية حتى زوال الكيان الاستعماري الصهيوني من أرض فلسطين، نعلن إطلاق حملة وطنية وشعبية ضد إقامة احتفال Tomorrowland في لبنان، باعتباره عملاً تطبيعيّاً مع العدوّ الاسرائيليّ ويشكل مسّاً بقيمنا الوطنية؛ فنحن نعتبر «إسرائيل» كياناً استعماريّاً إحلاليّاً عنصريّاً، ولا نرغب في أن يكون في عداد «أرض الغد» الموعودة.
إنّ تأكيد ممثّلي الشركة اللبنانية المنظّمة أنّ البثّ بين لبنان و«إسرائيل» لن يكون متاحاً بموجب اتفاق أبرمته مع Tomorrowland لا يَحُول دون اعتبارنا المشروع تطبيعيّاً. فهدفُه هو «وحدة العالم»، وتحديداً وحدة 8 شعوب هذه السنة، بينها: الإمارات ولبنان والكيان الغاصب. إنّ الفن ينبغي أن يكون وسيلةً للتحرر من الاحتلال، لا للتطبيع معه. ثم إننا، لو افترضنا منعَ البثّ المباشر بين لبنان والكيان الغاصب، فهل سيَحُول ذلك دون مشاهدة الآخرين، في برلين مثلًا، للاحتفال في جبيل وتل أبيب؟ ألن يكون ذلك بمثابة رسالة موجَّهة إلى العالم أنّ "شعب لبنان" يرحّب بـ«إسرائيل» في عالم الغد، وأنّ ما يمنعه من ذلك هو «القانون» اللبناني لا غير؟
إننا نعتبر التصدّي للتطبيع مع العدو الصهيوني شكلاً من أشكال المقاومة الفنيّة والثقافيّة والأكاديميّة، ونسعى من خلال تصعيد هذا التصدّي الى تثبيت صورة دولة العدو كدولة عنصرية مارقة، وإلى منع إضفاء أيّ شكل من أشكال "الحضاريّة" على كيانه. لا بل إننا نسعى إلى عزل "إسرائيل" بكلّ مؤسساتها، وعلى رأسها المؤسسات الفنيّة والأكاديميّة والإعلاميّة، التي لطالما سعت إلى "تلميع" جرائم الحرب الصهيونية والعنصرية ضد شعبنا العربي.
كذلك ندين محاولات تعميم "ثقافة الهزيمة" على مجتمعنا العربيّ، وكذلك الدعوات الساذجة إلى "فصل الفنّ عن السياسة"، ولا سيّما في ظلّ السعي المتنامي إلى التطبيع العربي الرسمي مع «إسرائيل».
وقرّر المجتمعون الخطوات الآتية:
1 ــ تكليف لجنة من المحامين إعدادَ مطالعة قانونية حول هذا النشاط التطبيعي، ومدى تعارضه مع الدستور والطائف والرأي العام اللبناني.
2 ــ الاتصال بالأحزاب والاتحادات النقابية والأندية الثقافية والطلابية لنشر الوعي حول فداحة هذا النوع "الخفيّ" من التطبيع مع العدو.
3 ــ الاتصال بالمنظّمين وحثّهم على تدارك هذه الخطوة التي من شأنها تلميع صورة "اسرائيل" عن طريق الفن، وطمس جرائمها بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني.
4 ــ إطلاق حملة #قاطعواtomorrowland
5 ــ تبنّي العريضة الوطنية للمقاطعة الثقافيّة والأكاديميّة لـ«إسرائيل» التي قدّمتها، في الربيع الماضي، حملةُ مقاطعة داعمي «إسرائيل» (في لبنان) واللجنة اللبنانية للمقاطعة الثقافية والأكاديمية لـ«إسرائيل» (قاطعْ).
6 ــ الترحيب بانضمام أحزاب وقوى ونقابات وأندية توافق على مضمون البيان.
بيروت في 7 نيسان 2017

الموقّعون ألفبائيّاً:

اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، التنظيم الشعبي الناصري، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، حركة الشعب، حركة الناصريين المستقلين (المرابطون)، الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج عبدالله، حملة «المخيمات تقاطع»، حملة مقاطعة داعمي «إسرائيل» في لبنان، الحزب الديمقراطي الشعبي، الحزب الشيوعي اللبناني، منظمة الشبيبة الفلسطينية، د. حسن جوني، الأستاذ سركيس أبو زيد.