مصطفى عاصيلم يكن اللافت في افتتاح مجمع الإمام الصادق في الضاحية الجنوبية لبيروت حجم الحضور السياسي والديني وتنوّعه، بقدر ما كان اللافت غياب أبرز رجال الدين الشيعة في لبنان السيد محمد حسين فضل الله عنه، الأمر الذي يستحضر الحساسية المزمنة بين المراجع الدينية الشيعية.
ويعدّ مجمع الصادق الإطلالة الأولى من نوعها لمرجعيّة النجف في لبنان. ولكن هل لها أيّ طابع سياسي؟ يستغرب مسؤول مكتب السيستاني في لبنان حامد الخفاف السؤال، مؤكداً أن حضور مرجعية السيستاني ممتدة في كل العالم «ومن الطبيعي أن يكون لها حضور في لبنان ذي الدور الفكري والإعلامي والحضاري المميز، وفي ظل وجود شيعي بارز».
كذلك، تستبعد مصادر شيعية متعددة وجود حسابات سياسية لمرجعية السيستاني. ويؤكد أحدهم أن الأخير لا يقارب القضايا السياسية الكبيرة، وإذا فعل، فمن بعيد، مستدلاً بموقفه من الاتفاقية الأميركية ـــ العراقية.
وينفي الخفاف نفسه أن يكون هذا الحضور على حساب مرجعيات دينية أخرى، سواء مرجعية فضل الله في بيروت أو مرجعية الخامنئي في قم، مشيراً إلى أن جمعية أهل البيت الخيرية التي ستدير المجمع هي جمعية مرخصة في لبنان، وعملها تربوي وثقافي.
وقد بدا واضحاً من احتفال أمس أن الجمهور الشيعي الرافد والمؤيد للسيستاني في لبنان يتركز دينياً في مؤسسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى المدعوم مالياً من السيستاني، وسياسياً في حركة أمل. ولكن ماذا عن حزب الله؟ يقول أحد مسؤوليه المشايخ ممّن درسوا في النجف أن حضور السيستاني لبنانياً لم يثر أي علامات استفهام لأنه لا يزاحم الحضور الإنمائي والديني للحزب، بل إن الحزب يرحّب به ما دام أنه يعزّز المكانة التربوية والثقافية للشيعة وللبنانيين.
وحضر حفل الافتتاح، إضافة إلى الرئيس بري، الرئيس حسين الحسيني، نائب رئيس مجلس الوزراء عصام أبو جمرا ممثلاً العماد عون، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، الشيخ نعيم حسن، رئيس المجلس العلوي الشيخ أسد الله عاصي، رئيس الطائفة الكلدانية المطران ميشال قصارجي، رئيس الطائفة الأشورية المطران مار نرساي الياس ديباز، نادر الحريري ممثلاً النائب سعد الحريري، رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، النائب محمد رعد والنائب إيلي سكاف، إضافة إلى رسميين وحزبيين وعسكريين ووافدين من دول عربية وإسلامية.
وكانت كلمات في المناسبة للشيخ عبد الأمير قبلان وممثل السيستاني، فيما اعتذر المفتي قباني عن إلقاء كلمته «لأسباب تتعلق بإرهاقه من السفر». وكذلك شهد الافتتاح حضوراً لافتاً وتبادلاً للقبلات بين النائبين محمد رعد ووليد جنبلاط بناءً على «طلب» من الشيخ قبلان.