الإعلان عن هيئة شرعيّة لتيّار الانتماء قريباً■ 1000$ شهريّاً مع سيّارة وهاتف للمسؤول... وتدريبات عسكريّة
■ مواجهة حزب الله وسلاحه «أولويّة لاستقرار لبنان»
دخل أحمد الأسعد الجنوب والبقاع من باب المال السياسي الذي أصبح يحكم اللعبة التي يصرّ البعض على تسميتها ديموقراطيّة. هدفه ليس الانتخابات، بل إنشاء حالة إعلاميّة وسياسيّة في وجه «حزب الله» وحركة «أمل». الطموح السياسي مشروع. ولكن هل ينطلق الأسعد من نظريّة «الغاية تُبرّر الوسيلة»؟

ثائر غندور
الذي يجول جنوباً سيسمع دون ريب عن مغريات أن يُصبح الشاب «أسعدياً». راتب شهري وسيارة من الشركة مع بونات البنزين وهاتف خلوي مغطّى مالياً، وفوقها أو تحتها جميعاً يكون هذا «الأسعدي» منتمياً إلى تيار معارض للقوتين الأبرز في الجنوب: حزب الله وحركة أمل، وخصوصاً أن جسم الأخيرة «لبّيس» ويُمكن أن تلصق به تجاوزات كثيرة. ولا ننسى شعار خدمة الطائفة الشيعيّة، وإعادة ربطها بجذورها العربيّة لا «الفارسيّة كما يفعل حزب الله».
هذا في الشكل. أمّا في المضمون، فإن ما يقوم به تيّار الانتماء اللبناني (تيّار لبنان الكفاءات سابقاً) هو خلق حالة إعلاميّة في المرحلة الأولى، ثم شعبيّة تواجه حزب الله من أجل كسر «احتكار الطائفة الشيعيّة»، وهو الكلام الذي يقوله أعضاء الانتماء.
ولكن كيف يعمل أحمد كامل الأسعد على استعادة مجد عائلته الذي ضاع في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي (مع عدم نسيان موقف الرئيس كامل الأسعد السلبي منه)؟.

محاولة التقرّب
من سوريا


«ليس طارئاً على العمل السياسي في لبنان»، يقول أحد أبناء آل الأسعد الذي عرف «أحمد بك» من فترةٍ طويلة. فقد خاض الانتخابات النيابيّة مرّات عديدة، وفي الدورة الأخيرة (2005) قال الرئيس نبيه برّي عنه في مجلس خاص: خلت نفسي أواجه الإمام علي. إذ كانت أقوال هذا الإمام هي شعار حملة الأسعد الانتخابيّة التي ملأت اللوحات الإعلانيّة من الضاحية إلى الجنوب، ونال حينها أحمد الأسعد 8300 صوت أي 6.8% من ناخبي الدائرة الثانية و3.8% من أصوات الشيعة في هذه الدائرة.
جاءت هذه التجارب الانتخابيّة القاسيّة في وجه «الماردين» الشيعيين، بعد محاولتين فاشلتين للانضمام إلى لائحة برّي الجنوبيّة في بداية التسعينيات ومنتصفها، «وفي تلك الفترة، تعمّقت خلافات أحمد مع والده»، يقول أحد المقرّبين من والده المعتكف حالياً عن العمل السياسي. فالشاب «الطموح والمتحمّس وابن البيت السياسي»، كما يصفه أحد المقرّبين منه، حاول التملّص من اتفاق 17 أيار وشتمه مستمعاً إلى نصيحة بعض المحيطين به لعلّ ذلك يساعد في رأب صدع العلاقة مع السوريين. وقال في مقابلة صحافيّة إنه مختلف تماماً عن والده، مفتتحاً صفحة من الخلافات معه. حينها وسّط أحمد المستشارة الإعلاميّة للرئيس إلياس الهراوي مي كحّالة، التي عرّفته والدته عليها، لجمعه إلى الهراوي، الذي اتصل بوالده وسأله... عن سبب إرسال إبنه إليه، فرّد رئيس مجلس النواب الأسبق بأنه لم يُرسل أحمد.
ثمّ توسّط له أحد الوزراء البقاعيين السابقين، والمقرّب من الرئيس رفيق الحريري والسوريين، مع دمشق، لكن المحاولة هنا فشلت.

هكذا فتح له
الأميركيّون طريق الرياض


بعد انهيار مشروع قوى 14 آذار خلال أحداث السابع من أيّار، بدأ الأميركيون البحث جدّياً عن «بديل لمواجهة حزب الله». أحمد الأسعد كان جاهزاً، وهو الذي حاول سابقاً زيارة السعوديّة عبر آل الحريري لكنّهم لم يوفّروا له هذه الخدمة، «لأنهم لم يريدوا تجاوز الأستاذ كامل»، بحسب المقرّب من الأسعد الأب. لكنّ زيارة واشنطن فتحت أبواب السعوديّة أمام أحمد (رغم أنه حصل على مبلغ من المال كمساعدة من أحد الأمراء السعوديين في انتخابات عام 2005 «كرمى لأبيه»، كما قال هذا الأمير للمقرّب من والده الذي لم يشأ أن يكشف للأمير خلافه مع ابنه).
قبل أربعة أشهر، ذهب الأسعد الابن إلى الولايات المتحدة. زار نيويورك وواشنطن، وجال على الكونغرس، وتحدّث في ندوةٍ عن هيمنة حزب الله وحركة أمل على الطائفة الشيعيّة، وأن الطريقة الوحيدة لاستعادة هذه الطائفة من الحضنين السوري والإيراني هي في سحب سلاح حزب الله وتشديد العقوبات عليه.
هذا الكلام دفع إحدى الشخصيّات الجنوبيّة الشيعيّة التي لها حيثيتها المالية إلى الانفكاك عن الأسعد وتركه وحيداً في أميركا والعودة إلى لبنان اعتراضاً على الخطاب الحاد، «فأنا عندي اعتراضات كثيرة على ممارسات حزب الله وحركة أمل، وقد أبلغتها لأصدقاء في هذين التنظيمين، لكني لا أقبل الصدام العسكري مع المقاومة. هناك فرق كبير بين الاعتراض والمواجهة».
الكلام عن مواجهة حزب الله وضرورة نزع سلاحه أعجب الأميركيين، فأمّنوا للأسعد طريقاً إلى السعوديّة «التي تدفع الفواتير التي تُقرّرها الولايات المتحدة».
ويشير هنا الرجل الذي ترك الأسعد في نيويورك إلى أن «أحمد حاول طويلاً مع السفير عبد العزيز خوجة لكنّه لم ينجح».

أسباب شخصيّة

لماذا يضع أحمد الأسعد نفسه في واجهة مشروع من هذا النوع؟ يُجيب بعض المقرّبين ونفر من الذين عايشوه سابقاً، بأن علاقته مقطوعة مع والده، ووضع أسرته ليس في أفضل حالاته. وهو يحاول بالعمل السياسي التعويض عن بعض فراغاته. وقد بدأ، في هذا الإطار، تنظيم تياره بعدما غيّر اسمه من تيار الكفاءات إلى تيار الانتماء اللبناني (ربما تمييزاً له عن المنتمين إلى سوريا أو إيران أو الاثنين). وهو مقتنع بأن انتشار حزب الله يعود إلى خدماته، وإلى وجود متفرّغين لديه، فضلاً عن الخدمات السياسية. ويتحدث رواة عن أن ملايين تصله من السعودية على دفعات، لبناء هيكليّة حزبيّة تنتشر حيث هناك شيعة في لبنان، من الجنوب إلى البقاع إلى جبيل، دون نسيان الضاحية الجنوبية، حيث أصبح مكتب التيار الرئيسي في الطيونة يعجّ بالزوار من هذه المناطق، وتبقى السكرتيرة على اتصال هاتفي مع «أحمد بك» في منزله.
كانت الحالة الأسعدية سيّدة الجنوب على عهد أحمد الأسعد الجدّ، وضعفت قليلاً مع كامل، لكنّها صمدت. فما وضعها اليوم بعدما انقلب الجنوب من الأسعدية إلى البريّة والحزب اللّهيّة؟
يخطئ مَن يظن أن أحمد لا يجد آذاناً صاغية في الجنوب، فما زالت لآل الأسعد هناك حيثيّة مهمّة. ولكن يخطئ مَن يقارن بين اليوم والأمس، فشتّان... والأسباب كثيرة ومعروفة.
يقول أحد زعماء الجنوب، الذي وافق على ذكر اسمه بدايةً ثم طلب شطبه: «تم توظيف ما يزيد على أربعة آلاف شخص، برواتب شهريّة تراوح بين مليون ليرة وألف دولار أميركي، إضافة إلى هاتف خلوي وتأمين صحّي في إحدى الشركات، وضمان شيخوخة، ويُخطّط «التيار» لرفع هذا العدد كي يُصبح بين 10 و12 ألف متفرّغ». ويحصل كلّ متفرّغ مسؤول عن عدّة قرى أو محور على سيّارة نيسان سوني سوداء، وتمّ توزيع أكثر من 81 سيارة حتى الآن بانتظار أن تُسلّم الشركة المستوردة العدد الباقي تدريجاً، بحيث يصل عدد السيارات إلى 150 سيّارة».

فليستفد الجنوبيّون!

من الأخطاء التي يقع فيها التيّار خلال عمليّة إنجاز التنسيب هذه، أنه يفتح الباب أمام دخول أشخاص غير مقتنعين بخطّه السياسي، وذلك للاستفادة المالية ليس إلاّ، ولا يمنع حزب الله وحركة أمل مناصريهما من الاستفادة هذه. وعبارة «خلّي الجنوبيين يستفيدوا» ترد على لسان الكثير من هؤلاء، دون أن يغضّوا الطرف حقيقة عمّا يجري داخل «التيّار».
ويقول أمين سرّ لجنة الجنوب، علي عيد، إن «التيار» يعمل على مواجهة مشروع سياسي بمشروع سياسي وبالطرق السلميّة لا العسكريّة، وهو يلتقي مع شعارات 14 آذار، «لكن ليس مع أحزاب 14 آذار، لأنها تُفرغ هذه الشعارات من معانيها». هذا الكلام يقوله عدد من الذين يعملون أو عملوا مع الأسعد، ويذكر أحد الذين اختلفوا معه أن واحدة من نقاط ضعفه التناقض في المواقف. إذ ينتقد الأسعد آل الحريري ثم يتقرّب منهم لتسهيل زيارته السعوديّة. ويُضيف عيد أن «تيار الانتماء» يرى في قوى 8 آذار خطراً أساسياً على النظام اللبناني وعلى استقراره وأمنه، وأن القاعدة الأسعديّة لجأت في السابق إلى حزب الله لنيل حمايته من نفوذ حركة أمل وبطشها، و«قد آن الأوان لاستعادة هذه الفئة الواسعة من المواطنين».
يرى عيد أن تياره يعمل على توفير خدمات ووظائف للمواطنين، لأن الفريق الآخر لديه شبكته الواسعة من الخدمات، وهو يستعمل الوزارات والإدارات الرسميّة لتوفيرها. وهذا الكلام يردّده الأسعد في اجتماعات التيار، «ويعمل على رفع معنويّاتنا»، كما يقول أحد المسؤولين فيه، مضيفاً أن الأسعد أبلغهم أن «الموازنة مفتوحة من المليون إلى المليار وعلى أمد طويل، فلا تحملوا همّ هذا الموضوع».

في جميع مناطق الشيعة

يؤكّد العديد من مسؤولي التيّار أنه سيخوض الانتخابات في جميع الدوائر ذات الحضور الشيعي، وعُرف من الأسماء المتداولة للترشّح النائب السابق منيف الخطيب وراشد حمادة ابن رئيس مجلس النواب الأسبق صبري حمادة، وهو يدير «تيار الانتماء» في البقاع، بالإضافة إلى الأسعد الذي لم يحسم بعد في أية دائرة سيترشّح، رغم أن الشائعات تقول أنه قد يلجأ إلى جبيل التي يضع الزميل عقاب صقر عينه عليها، ويقوم رباح أبي حيدر بتنسيق عمل «التيّار» في منطقة جبيل. ومطروح اسم عبد الله بيطار، وهو من منطقة النبطيّة، وسبق أن تعرّضت السفيرة الأميركيّة ميشال سيسون للرشق بالحجارة خلال زيارتها منزله في حزيران 2008.
يقول أحد مسؤولي منطقة بيروت في التيار الأسعدي إن هيمنة «حزب الله» وحركة «أمل» ليس سببها الخدمات والمال وحدهما، بل تتعداهما إلى الدين، لذلك فإن تيار الانتماء يستعدّ لإعلان هيئة شرعيّة قريباً جداً، دون أن يذكر اسم رجل الدين الذي سيكون مسؤولاً عنها. ويبدو أن هذا الموضوع هو في يد أحمد الأسعد دون سواه، وهو يعوّل عليه كثيراً، لأن جميع من تحدّثت معهم «الأخبار» رفضوا ذكر أسماء رجال الدين، أو تحديد المهلة التي سيعلن خلالها عن الموضوع، ولكن المؤكّد أن الإعلان سيكون قريباً.
ويشير بعض الأوراق الداخليّة إلى أن «التيار» أنهى المرحلة الأولى من عمله في بيروت، حيث ألّف لجنة يترأسها جمال عباس وتضم: الدكتور علي عيسى، أبو علي محبوبة، محمد مسلماني، علي ترحيني، علي نصار، محمد عباس وجمال الأسعد. واللافت أن أقدم تاريخ انتساب لأحد هؤلاء إلى التيّار يعود إلى 15 تموز 2008، أي بعد زيارة رئيس التيار إلى الولايات المتحدة.
الهيكليّة التنظيميّة للتيّار تحاول أن تكون حديديّة. إذ يرفض بعض أعضاء التيار الحديث، محيلين الأمر على لجنة الإعلام، فيما يسألك آخر: «وكيف حصلت على رقمي!؟»، ويهدد ثالث أن «كل ما يُكتب عن التيار سيكون دسّاً وافتراءً».

تدريبات عسكريّة

تُشير معلومات إلى أن أحمد الأسعد قام بتدريب نحو 150 شاباًً، تحت عنوان «حماية أمن الشخصيّات»، يسميهم الجنوبيون «أمن القصر»! ولكن من غير المؤكّد حتى الآن أين جرت هذه التدريبات. إذ يشير البعض إلى أنها حصلت في الأردن، فيما يذكر آخرون أنها جرت في أحد مراكز التدريب التابعة لجهاز رسمي.
ومن غير المعروف هدف هذه التدريبات التي ينفي القادة في التيار معرفتهم بها.
يحاول الأسعد إعادة ربط نفسه بأمجاد عائلته، وينشر في أوساط مؤيّديه أنه أنهى إعداد الخرائط لترميم قصر الطَيبة، وأنه اشترى قصر كفرتبنيت الذي بيع بالمزاد العلني من رجل أعمال من آل حجيج مقرّب إلى الرئيس نبيه برّي، رغم أن الأسعد وشقيقاته أقاموا دعوى على والدهم الرئيس كامل في عام 2006 بحجة عدم الأهليّة العقليّة وخسروها بعدما زارت لجنة قضائيّة الرئيس الأسعد في منزله وتأكّدت من وعيه الكامل. لكن جذور المشكلة تعود إلى مطلع التسعينيات، وسبق أن قال الرئيس عن ابنه: هذا ولد عاق. ويقول أحد المقرّبين من العائلة إن الأسعد الابن فشل في الحصول على البكالوريا القسم الثاني (منهاج الدراسة القديم)، وهذا كان أحد أسباب خروجه من لبنان، حيث كانت هولندا مقر إقامته وعمل في تجارة النبيذ.
إضافة إلى أن واحداً من أسباب عدم موافقة الأسعد الأب على عمل ابنه، وبالتالي طرده، اعتباره أن الأخير يبتعد عن تقاليد آل الأسعد وعاداتهم.
ويقول أحد أبناء هذه العائلة إن «الرئيس كان يجلس في منزله ويأتي الناس لزيارته، فيما أحمد يريد أن ينزل هو للناس، وهذا أمر لا يقبله الأب».


أحمد الأسعد يرفض الحديث إلى «الأخبار»
بين السعوديّة وإيران
حرق سيارة للانتماء اللبناني
تحطيم مكتب انتخابي
في الـ 2005واستنكر الأسعد «هذه المحاولات البائسة والهادفة إلى إسكات صوت الحرية والضمير في الجنوب. ودعا الجيش إلى الانتشار في
الجنوب».

جمع معلومات أمنيّةويشير بعض المتابعين لهذا الملف إلى أن هذه التقارير تحلّل ويستفاد منها أمنياً في وجه حزب الله، من دون أن يعرف إلى أين تصل هذه المعلومات خارج لبنان.


السريّة تُحيط بأسماء رجال الدينلكن معلومات مؤكّدة لفتت إلى أنّ الأسماء التي بدأت بالتنسيق مع الأسعد شيخان، الأوّل من آل حايك والثاني من آل رطيل، وسيّدان، أحدهما من آل بدر الدين والثاني من آل إبراهيم.
ولفتت المعلومات إلى أن الأسعد وفريق عمله تواصلوا مع عدد كبير من رجال الدين الشيعة بهدف التعاون معهم، ومنهم من وافقه على خياراته السياسيّة لكنّه رفض العمل التنظيمي معه، ومنهم من رفض خياراته السياسيّة بالمطلق ورفض التواصل معه مجدّداً.



الرئيس كامل الأسعد يتبرّأ من مواقف أحمدوجاء في البيان:
أولاً: إن الحالة الأسعدية كحالة وطنية وقومية يجمدها ويرفع لواءها الرئيس كامل الأسعد، انطلقت عبر التاريخ من قيم الشهامة والأصالة والوفاء للسلف وللوطن في آن، الأمر الذي يتناقض مع واقع أحمد في مواقفه السياسية كما في سلوكياته الشخصيّة.
ثانياً: إن زعامة الرئيس الأسعد ونيابته ورئاسته انطلقت من صميم المجتمع اللبناني والجنوبي وإرادته الحرة، وعملت من أجل مصالحه، ولم تنطلق من الولايات المتحدة التي وصفها الرئيس الأسعد منذ عام 1970 بأنها الخصم الشرس، وأن إسرائيل هي فقط رأس الحربة.
ثالثاً: كيف يقبل أن يطرح نفسه من واشنطن ممثّلاً عن الطائفة الشيعية الكريمة، وعن عائلته الوائلية المتأصّلة من تاريخ العروبة؟ وكيف يقبل أن يطرح نفسه بحضور شخصية مدانة ومدنّسة بالعلاقة مع العدو الإسرائيلي كفريد الغادري؟ أهكذا يكون التشيّع؟!
رابعاً: كيف يفاخر بأن والده لم ينحنِ يوماً لأوامر السوريين، بينما ينحني هو أمام هذا المسؤول أو ذاك من الذين لم يكن الرئيس الأسعد ليقبل حتّى لقاءهم، طالباً منهم منافع ومطالب شخصية.
خامساً: إن الاعتراض على احتكار التمثيل الشيعي من قبل حزب الله أو غيره ـــــ وإن كان محقّاً ـــــ إنما يكون بمحاورة الشعب اللبناني وإقناعه بوجود قيادة بديلة، ولا يتم بزيارة رسمية للولايات المتحدة، ودماء اللبنانيين لم تجف بعد من المجازر التي نُفّذت بسلاح أميركي، وبعد مرور أيام قليلة على إعلان رئيسها جورج بوش إسرائيل دولة يهودية. وغاب عن انتباهه أن الولايات المتحدة وإسرائيل، وبعدهما سوريا، هم من حاربوا والده وأبعدوه عن الرئاسة، لأنه كان السدّ المنيع أمام نجاح المخطط الصهيوني، وذلك بسبب وعيه لهذا المخطط وتصدّيه المستمر له».