يسود المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلق متنامٍ من نوعية الأسلحة المتطورة المضادة للطائرات التي باتت حركة حماس تحوزها في قطاع غزة. ويعود تنامي القلق إلى تقارير استخبارية حصلت عليها تل أبيب تفيد بأن «حماس» تمكنت خلال الفترة الأخيرة من تهريب «صواريخ متطورة نسبيا» روسية الصنع مصدرها المخازن العسكرية التي تعرضت للسلب في ليبيا.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أن هناك خشية في الأوساط الأمنية الإسرائيلية من تداعيات وجود صواريخ كهذه في قطاع غزة سواء على حرية الملاحة شبه المطلقة لمقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي في سماء القطاع أو على ملاحة الطائرات المدنية المتوجهة من وإلى مدينة إيلات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم تهريب صواريخ كتف من أنواع مختلفة إلى داخل القطاع بمبادرة إيرانية، إلا أن إسقاط نظام معمر القذافي أتاح لحماس فرصة لتهريب الأسلحة بنوعية وحجم مختلفين. وبحسب الصحيفة، فقد «استغلت شبكات التهريب الوضع الداخلي الليبي وقامت باقتحام مخازن عسكرية وسرقت كميات كبيرة من السلاح، بعضه متطور نسبياً».
وقالت «هآرتس» إن القلق من هذا الموضوع ينتاب الولايات المتحدة أيضاً، مشيرة إلى تصريح وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، خلال زيارتها الأسبوع الماضي لليبيا حيث أعلنت أن الرئيس باراك أوباما سيمنح السلطة الجديدة مساعدة خاصة بملايين الدولارات لمكافحة تهريب السلاح. وأشارت إلى أن خبراء أميركيين أعربوا عن خشيتهم من نقل صواريخ كتف مضادة للطائرات إلى «إرهابيين» كاشفين عن أن المساعدة الأميركية تهدف إلى تمكين الليبيين من تشخيص مخازن صواريخ من هذا النوع وتدميرها.
ومنذ أعوام يعمل سلاح الجو الإسرائيلي في سماء قطاع غزة انطلاقاً من فرضية أن فصائل المقاومة هناك تمتلك صواريخ مضادة للطائرات. وكان منفذو عملية إيلات في آب الماضي أطلقوا صاروخاً مضاداً للطائرات باتجاه إحدى المروحيات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي من دون أن يصيبوها.
وحفلت وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ سقوط نظام حسني مبارك في مصر بتقارير متواترة تحدثت عن تحول سيناء إلى مسرح لعمليات نقل سلاح واسعة إلى قطاع غزة استغلتها فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل تعزيز ترسانتها العسكرية. ونقلت «هآرتس» عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن أفراداً من حزب الله وخبراء تابعين للحرس الثوري الإيراني زاروا قطاع غزة في الأشهر الأخيرة من أجل الإشراف على تدريب أعضاء من حركة حماس وتوجيههم في إنتاج الصواريخ. وبحسب المصادر نفسها، فإن الخبراء الإيرانيين دخلوا القطاع عبر الأنفاق في منطقة رفح المحاذية لسيناء.
ووفقا للصحيفة، فإن الأوساط الأمنية المعنية في إسرائيل تشخص جهوداً تبذلها حركة «حماس» لإعادة نشر «شبكاتها الإرهابية» في الضفة الغربية حتى قبل عملية التبادل الأخيرة.
إلى ذلك، طالب أعضاء كنيست بتصفية قادة حركة «حماس» في قطاع غزة رداً على انطلاق صواريخ «غراد» منه أول من أمس باتجاه مدن إسرائيلية. وقال عضو الكنيست من الليكود داني دانون إن حماس لم تعد تمتلك ورقة المساومة «شاليط» وان عليها أن تدرك الآن أنه بعد «الكرم الاسرائيلي الكبير في قضية شاليط فإن الوقت قد حان لكي للتعامل مع رؤوس الثعابين قادة حماس في قطاع غزة».