بغداد | أعلنت تنسيقية «المقاومة الإسلامية في العراق» رفع حالة الطوارئ لدى تشكيلاتها كافة، وذلك بعد الاستهداف الذي طاول، مساء أول من أمس، «اللواء 47» التابع لـ»كتائب حزب الله في العراق»، في منطقة جرف الصخر شمال محافظة بابل، متوعّدة برد يستهدف المصالح الأميركية في البلاد. وقال مصدر مقرّب من المقاومة، لـ»الأخبار»، إن «قيادة المقاومة عقدت اجتماعاً طارئاً لمناقشة ما يجري في المنطقة من أحداث، فضلاً عن القصف الذي استهدف جرف الصخر واستشهاد مقاتلين تابعين لفصيل كتائب حزب الله». وأضاف المصدر أنّ «المجتمعين شدّدوا على ضرورة الردّ، والاستعداد لشن ضربات نوعية ضد العدوان الأميركي في المنطقة»، لافتاً إلى أن «المقاومة العراقية تعتبر ضربة جرف الصخر مبرّراً للشروع بضرب المصالح الأميركية من دون الالتزام بكلام الحكومة ولا السكوت عما تفعله». وأكّد المصدر أن «جميع الفصائل في حالة تأهب، فضلاً عن توجيه جميع المقاتلين بأن يكونوا على حالة استعداد والحذر من مُسيّرات العدو الأميركي». وكانت «هيئة الحشد الشعبي»، أعلنت وقوع قتلى وجرحى في انفجار استهدف دوريتين تابعتين لـ»اللواء 47» شمال محافظة بابل، بواسطة صواريخ أُطلقت من طائرات مُسيّرة، بينما أفاد الناطق العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، بأن قوات «التحالف الدولي» أقدمت على «جريمة نكراء واعتداء سافر» شمال بابل، متعهّداً باتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية مناسبة لحفظ الحقوق. وقالت «كتائب حزب الله»، بدورها، في بيان، إن القوات الأميركية اتخذت من قاعدة «علي السالم» في الكويت منطلقاً لطيرانها المُسيّر في شن الغارة. وحذّر البيان السلطات الكويتية من الاستمرار في جعل أراضيها منطلقاً للنهج «الإجرامي الأميركي تجاه بلادنا بقتل أبنائها».
قيادة المقاومة عقدت اجتماعاً طارئاً لمناقشة ما يجري في المنطقة

وفي هذا الصدد، يقول القيادي في «الحشد الشعبي»، علي حسين، لـ»الأخبار»، إن «موقف المقاومة العراقية سيكون قاسياً ضد الأميركيين، ولدينا أهداف مرصودة سيتم استهدافها رداً على جرائم الاحتلال بحق العراقيين من مدنيين وقادة ومقاتلين في الحشد». ويؤكد أن «جميع أطراف محور المقاومة مستعدة لخوض الحرب المفتوحة ضد إسرائيل وأميركا وصهاينة العرب، لكن الأمر والكلمة الأخيرة يبقيان عند قادتنا الذين يعرفون الفرصة المؤاتية للانقضاض على العدو». ويشير القيادي إلى أن «استهداف جرف الصخر، كشف زيف الولايات المتحدة وادّعاء إيمانها بالحوار والمفاوضات. ولذا، سيكون موقف المقاومة أقوى والرد سيكون مباشراً».
بدوره، يعتبر عضو المكتب السياسي لحركة «النجباء»، مهدي الكعبي، أن «استهداف قوات الاحتلال للحشد الشعبي هو اعتداء سافر على سيادة العراق وعلى الحكومة العراقية»، داعياً الأخيرة إلى اتخاذ موقف حازم. كما يؤكد، لـ»الأخبار»، أن «المقاومة العراقية في جاهزية تامة لأي عدوان، نظراً إلى ما تمتلكه من أسلحة متطورة وصواريخ وطائرات مُسيّرة في مواجهة الاحتلال الأميركي وقصفه في أي مكان».
في غضون ذلك، ترأّس القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، اجتماعاً للقيادات الأمنية والعسكرية، جرى خلاله عرض مجمل التطورات والمعطيات الأمنية، وبحث التداعيات المتوقّعة جرّاء الأحداث في العراق والمنطقة. وأصدر السوداني، عقب ذلك، جملة من التوجيهات والتوصيات إلى مختلف التشكيلات الأمنية والعسكرية.