أكثر ما كان يشغل بال قادة العدو حيال الهدنة التي بدأ سريانها، أمس، هو منع مظاهر الاحتفال الفلسطيني بإطلاق سراح مجموعة أولى من الأطفال الأسرى والنساء الأسيرات، بقوّة المقاومة. ذلك أن الاحتفال يُعدّ إحدى علائم الانتصار الذي تردّد صداه في كلّ أنحاء العالم، أثناء متابعته وقائع اليوم الأول من أيام الهدنة الأربعة، والذي شهد عودة الفلسطينيين إلى بيوتهم، ولو المدمّرة. وفي المقابل، كان كلّ ما في إسرائيل يدلّ على الهزيمة، وعلى غضب كامن لدى الجمهور من الفشل، ما يؤذن بانفجار قريب في وجه صنّاع القرار الذين يحمّلهم الإسرائيليون مسؤولية هذا الفشل، على رغم محاولة هؤلاء تقديم إطلاق 13 أسيراً إسرائيلياً من الأطفال والنساء وكبيرات السن، على أنه مكسب ناجم عن الحملة العسكرية التي لم تحقّق أيّ هدف من الأهداف التي رفعها قادة العدو في بدايتها. وكان أبرز مظاهر تلك الهزيمة، هو كشف جيش الاحتلال عن حجم الفرار من الخدمة في الجيش خوفاً من الحرب، والذي وصل إلى ألفَي جندي، وإعلانه تشديد العقوبات ضد الفارّين لتشمل فترات سجن أطول.