ليست هي المرّة الأولى التي يتعرّض فيها الأكاديمي الفلسطيني جوزيف مسعد (1963) إلى التهديد ومحاولة قمع كلمته ورأيه، وعلى الأغلب لن تكون الأخيرة. مع أحداث أيلول 2001 التي هزّت الغرب ومنحته الذريعة لتفاقم عنصريته تجاه العرب والمسلمين، كان الأستاذ المساعد في السياسة والفكر العربي في «جامعة كولومبيا» آنذاك ينتظر فرصة تثبيته، فجاء الضغط على إدارة الجامعة من قِبل مجموعات اللوبي الصهيوني للعدول عن ذلك، لكنّها لم تُحقّق مبتغاها. وفي عام 2004، أي بعد وفاة المفكّر الفلسطيني الأبرز إدوارد سعيد صاحب نظرية الاستشراق الذي كان أستاذ مسعد ثم زميله في الجامعة، قام عددٌ من الطلّاب الأجانب بالادّعاء أنّ الدكتور في العلوم السياسية يضغط عليهم لموقفهم المؤيّد للكيان الصهيوني. لم يتوقّف الأمر عند ذلك، بل اتّهموه أيضاً بمعاداة للسامية، ما أغرقه أكثر في دوّامة الأخطاء المحرّمة في الغرب، وكان الهدف أن لا يولد أكاديميّ فلسطيني مؤثر في القضية الفلسطينية على خطى سعيد. لكنه تثبّت وبقي أستاذاً فيها بعدما جاء تحقيق لجنة الجامعة بتبرئته من تلك التهمة.


تظاهرة تضامنية مع فلسطين في بروكلين (سبنسر بلات ـــ أ ف ب)

يُعرف مسعد ابن مدينة يافا المولود في الأردن، الذي درس أميركا اللاتينية قبل أن ينال الدكتوراه من إحدى أقدم الجامعات الأميركية التي تُعد صانعة قادة الرأي في العالم من سياسيين (أمثال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما) وعلماء متميّزين (بينهم الكيميائي لويس إي بروز الحائز جائزة نوبل، وإيميليا إيرهارت أوّل رائدة في الطيران الأميركي)، بأنّه شخصية «إشكالية». والإشكالية هنا لا تأتي بمعناها اللغوي المجرّد: وجود اشتباه أو التباس في شيء أو أمر أو شخص، إنّما بمثابة صفة يطلقها الغرب على الشخصيات ذات النتاج المعرفي التي تقدم طروحات لا يستطيع «الأبيض» في الغرب «هضمها» (digest)، إذ إنّها هامة ومتقدّمة لكنها في الوقت نفسه لا تخدم مصالحه. يرى مسعد أنّ مصطلح معاداة السامية (antisemitism) الذي يعرّفه الغرب على أنّه العداء لليهود والتحيّز ضدهم، لا يقتصر على اليهود فقط، بل يشمل التنميط السلبي للعرب والمسلمين والتحيّز ضدّهم. وبالتالي، فإنّ اليهود أنفسهم قد يكونون يمارسون العداء للسامية في تعاملهم مع الفلسطينيين والعرب. وبالفعل إن نظرنا إلى السامية على أنها تعود في أصلها إلى العرق السامي ولغاته المتعددة من بينها البابلية والآشورية والكنعانية والعربية والعبرية، وتتبعنا أولى استخدامات المصطلح من قبل الببليوغرافر وأحد مؤسسي اليهودية (غير المؤيدين للصهيونية) موريتز ستاينشنايدر (1816-1907)، فهو كان يطرح نقداً لنظرية تراتبية وطبقية الأعراق عند المؤرخ الفرنسي إرنست رينان، رافضاً فكرة أنّ العرق الآري يتفوّق على نظيره السامي من حيث الفهم والثقافة والمعرفة. أما استخدام الغرب للمصطلح منذ الهولوكوست، فقد انحصر في اضطهاد اليهود ومعاداتهم، ووظِّف كسلاح مخيف تجاه كل من يحاول الإشارة إلى جرائم الصهيونية بحقّ الفلسطينيين أو حتى نقد سياسات الكيان العبري وأفراده. كما يرفض صاحب كتاب «ديمومة المسألة الفلسطينية: مقالات بحثية حول الصهيونية والفلسطينيين» (2006)، فكرة أنّ العرب متخلّفون وأنّ الأوروبيين هم المثقفون والمتحضّرون، ويصرّح بشجاعة أنّ الأوروبيين بنوا حضاراتهم من استعمار البلاد العربية والأفريقية، وأنّ الصهاينة فعلوا مثل ذلك واستطاعوا أن يتحوّلوا ديموغرافياً إلى أكثرية يهودية في فلسطين عبر التطهير العرقي والاحتلال.
قبل أن يتعرّف المتخصّص في دراسات الشرق الأوسط جوزيف مسعد إلى إدوارد سعيد، قرأ كتابه «الاستشراق» (1978) فوجده صعباً ومعقّداً، لكنه حين درس تحت إشراف سعيد أصبح يقضي حوارات طويلة معه واستمر على ذلك حين أصبح زميله في التعليم. ويمكن القول إنّ ما يحدث اليوم مع أستاذ الفكر العربي من ضغط صهيوني لطرده من الجامعة على إثر مقال نشره بعنوان «مجرّد معركة أخرى أم حرب التحرير الفلسطينية؟» (باللغة الإنكليزية) عن عملية «طوفان الأقصى»، ليس بالجديد أو المفاجئ. في عام 2000، تعرّض سعيد لحملات تشويه بوصفه «أستاذ الإرهاب»، وضغط الصهاينة على الأوروبيين مطالبين بطرده من «جامعة كولومبيا» بسبب انتشار صورة له وهو «يرمي حجراً على موقع إسرائيلي». في الحقيقة، كانت الصورة تلك تظهر سعيد وهو يرمي الحجر من دون إظهار وجهته، يرافقه المؤرخ اللبناني والأستاذ في الجامعة الأميركية في بيروت فوّاز طرابلسي الذي وضّح أكثر من مرّة، زمان ومكان الصورة. كان الاثنان في زيارة إلى جنوب لبنان بعد تحريره من الاحتلال الصهيوني الذي استمرّ ثمانية عشر عاماً. يومها شاركا في رمي الحجارة على برج مراقبة كان تابعاً للجنود الصهاينة على مقربة من بوابة فاطمة، والتقط الصورة مصوّر في «وكالة الأنباء الفرنسية» ثم نشرتها «يونايتد برس» لتبدأ حملة مطالبة باستبعاد سعيد عن الجامعة والندوات والمؤتمرات التي كانت مقررة مسبقاً مع مؤسسات أكاديمية أخرى. الأمر ذاته يحدث مع جوزيف مسعد منذ أن نشر مقاله في اليوم التالي لإعلان عملية «طوفان الأقصى»، مرفقاً إياه بصورٍ لمقاومي كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة «حماس») خلال تنفيذهم للعملية. «ما الذي يمكن أن تفعله الطائرات الشراعية الآلية في وجه أقوى الجيوش في العالم؟ يبدو أنّ الكثير في أيدي المقاومة الفلسطينية المبتكرة، التي شنّت في وقتٍ باكر من صباح يوم السبت هجوماً مفاجئاً على إسرائيل جواً وبراً وبحراً. وفي الواقع، كما تُظهر مقاطع الفيديو المذهلة، أصبحت هذه الطائرات الشراعية هي القوة الجوية للمقاومة الفلسطينية». كتب مسعد على موقع «إلكترونيك انتفاضة» بكلامٍ مباشر يصف العملية بـ«المذهلة» (stunning). الموقف لم يتحمّله الأوروبيون الصهاينة مطلقاً، وشنّوا عليه حملات ضغط تطالب بطرده وتضييق الفرص عليه، بدءاً من التوقيع على عريضة أنشأتها في 13 تشرين الأول (أكتوبر) تلميذة عملت سابقاً صانعة محتوى مع «جيش» الاحتلال الإسرائيلي تُدعى مايا بلاتيك التي تقول حسب موقع «ميدل إيست آي»: «يشعر الكثير من الطلاب أنهم غير آمنين في وجود أستاذ يدعم قتل المدنيين..» في المقابل، انقسمت المواقف في الجامعات الأميركية بين مؤيّد ومبرّر وداعمٍ للإبادة التي يقوم بها العدو الصهيوني في غزة، وبين معارضٍ للمحرقة الجديدة؛ أو النكبة الثانية.
بعد يومين من انتشار العريضة على وسائل الإعلام الرئيسية مثل «فوكس نيوز»، صدرت رسالة مفتوحة مضادّة باسم طلاب وخرّيجي وأساتذة «جامعة كولومبيا» وجامعات أخرى، تتضامن مع مسعد وتطالب بشجب العريضة لأنّها عمدت إلى النيل من سمعة الأستاذ الجامعي والتشهير به، كما أنه تعرّض إلى تهديدات بالقتل. وجاء فيها: «نشعر بقلقٍ بالغ إزاء التهديدات العديدة الصادرة ضد حياة البروفيسور مسعد وحريته في التعبير الأكاديمي. نحن نعتبر أنّ هذه محاولات للحد من البحث الفكري وخنقه بشأن مسألة ذات أهمية أخلاقية وسياسية وفكرية هائلة لقسمنا وخارجه. إنّ الفشل في إدانة هذه الهجمات هو بمثابة التغاضي عن الكراهية والمضايقات التي نعارضها بشدة».
الجدير بالذكر أنّ التضييق على الأكاديميين المناصرين للقضية الفلسطينية أو أولئك الذين يقفون في صفّ الفلسطينيين بعد رؤيتهم للمجازر التي يرتكبها الاحتلال بحقّ أهل غزة منذ أسبوعين، يتمدّد بين الدول الغربية ويطال أيضاً الطلاب بحيث تعرّض طلاب «جامعة هارفارد» الذين وقّعوا على رسالة تحمّل مسؤولية الحرب والجرائم للكيان الصهيوني، إلى فضح معلوماتهم الشخصية وصورهم وأماكن إقامتهم. هذا المناخ السائد في الغرب تجاه الحرب دفع باتحاد أساتذة «الجامعة الأميركية» في بيروت إلى إصدار بيان بصفتهم تجمّعاً مستقلاً في الجامعة، أعربوا فيه عن «تضامنهم الكامل وغير المشروط مع الشعب الفلسطيني على خلفية الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني الآن في غزة من دون خوفٍ من أي محاسبة». وختم البيان بوقوفهم إلى جانب زملائهم من الأساتذة والطلاب في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في الغرب وفي فلسطين المحتلة «الذين يواجهون اعتداءات ومحاولات لتكميم أفواههم عبر اتهامهم بمعاداة السامية أو بنشر خطاب الكراهية لدى التعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية».
ما الذي يمكن أن تفعله الطائرات الشراعية الآلية في وجه أقوى الجيوش في العالم؟ يبدو أنّ هناك الكثير في أيدي المقاومة (ج.م)


يستعمل الغرب -الصهيوني الهوى- مصطلح معاداة السامية بكثرة لإخافة الفلسطينيين والعرب وغيرهم من الناشطين والصحافيين والأكاديميين حتى الغربيين منهم، فهي تهمة لا يستطيع الفرد التخلّص منها بسهولة وتُعد بمثابة إعلان لسحب الامتيازات الإنسانية والأكاديمية الممنوحة من قبل الأميركيين والأوروبيين للمستفيدين منها. هذا الأمر يأخذنا إلى نقد الفجوة بين النظرية والتطبيق، بين ادعاء الحرية والديمقراطية في الغرب وتطبيقها على أراضيهم ومواطنيهم قبل أي شعب آخر. يمكن مقاربة الفكرة لما فعلته دكتورة العلوم السياسية الأميركية سوزان باك-موريس حين كتبت مقالها «هيغل وهايتي» (2000) ثم كتاب «هيغل وهايتي والتاريخ العالمي» (2009) في نقد فكر فيلسوف المثالية الألمانية هيغل الذي يُعد أحد أهم الفلاسفة الألمان. حينها رأت سوزان في كتابها أن التناقض واضح بين الفكر والتطبيق لدى هيغل والغرب عموماً، فهو الذي نظّر لمبدأ الحرية وجذورها في حقبة التنوير في أوروبا في القرنين السابع والثامن عشر، وجاءت أفكاره ونظرياته عن السيد والعبد والحرية نتيجة إلمامه بثورة هايتي (1791) التي لم تكن ثورة خفية أو بعيدة عن التغطية الصحافية، لكنه تجاهلها بالكامل فبقيت نظرياته وفلسفته عن الحرية محصورة في إطار أوروبي عنصري، وخصوصاً في ظلّ المناهج الجامعية في العلوم الاجتماعية التي تدرّس فلسفة هيغل التي تتجنب أو تستثني التطرّق إلى تأثير ثورة هايتي ضد الرق والاستعمار. إذاً هذا هو الغرب، نظرياته وأفكاره قابلة للتطبيق إذا ما مورست وفقاً لشروطه وبناءً على مصالحه السياسية والاقتصادية، أما أن يحاول الفرد تطبيقها وفقاً للمنطق وحسب الحقائق الواقعية، فذلك أمر محرّمٌ، ولربما كفر بأصحاب الحضارة والعرق الأسمى.



عريضة مضادّة: الحرية الأكاديمية مقدّسة
رداً على عريضة 13 أكتوبر، انطلقت عريضة مضادّة بعنوان «رسالة تضامنية مع حقّ البروفسور جوزيف مسعد بالحرية الأكاديمية» تدين الحملة على مسعد وتطالب رئيسة «جامعة كولومبيا» نعمت شفيق بـ «ضمان أمنه الجسدي وحريته الأكاديمية». ومن الموقعين عليها: جوديث باتلر، ووائل حلاق. هنا نصّها: «في ضوء التهديدات والهجمات المستمرة بالقتل التي يتلقاها البروفيسور جوزيف مسعد بسبب مقالته «مجرد معركة أخرى أو حرب التحرير الفلسطينية»، نحن، الموقّعون أدناه، طلاب وخريجو «جامعة كولومبيا»، وأعضاء هيئة التدريس والمنتسبون والباحثون من خارج «جامعة كولومبيا»، نعبّر عن تضامننا الثابت مع البروفيسور مسعد، الذي أكسبه تعليمه وأبحاثه حول فلسطين والشرق الأوسط والجنوب العالمي على نطاق أوسع لأكثر من عقدين من الزمن، إعجابنا الثابت. نطلب من أعضاء هيئة التدريس الانضمام إلينا في مطالبة الرئيسة شفيق بضمان سلامته الجسدية وحريته الأكاديمية بشكل لا لبس فيه، وكذلك سلامة أعضاء هيئة التدريس والطلاب في جامعتنا على نطاق أوسع. ندين العريضة التحريضية والتشهيرية التي وُزّعت في 13 أكتوبر 2023 من قبل طالبة من «جامعة كولومبيا» ومنتسبة سابقة لـ «جيش الدفاع الإسرائيلي» تدعو إلى عزل البروفيسور مسعد من «جامعة كولومبيا» بسبب ممارسة حقّه في الحرية الأكاديمية. وقد عُمّمت هذه العريضة في سياق نشرت فيه وسائل الإعلام المهيمنة مثل «فوكس نيوز» و«جيروزاليم بوست» مقالات تحرّف آراء البروفيسور مسعد على أنها «تتغاضى عن الإرهاب وتدعمه»، ما أدى إلى زيادة الهجمات ضدّ حريته الأكاديمية وسلامته الشخصية. كما نشعر بقلقٍ بالغ إزاء التهديدات العديدة بحقّ البروفيسور مسعد وحريته في التعبير الأكاديمي. نحن نعتبر هذه محاولات للحدّ من البحث الفكري وخنقه بشأن مسألة ذات أهمية أخلاقية وسياسية وفكرية هائلة لقسمنا وخارجه. إن الفشل في إدانة هذه الهجمات هو بمثابة التغاضي عن الكراهية والمضايقات، التي نعارضها بشدة. هذا هو الوقت الذي أصدرت فيه الجامعة دعوات لحماية حرية التعبير في الحرم الجامعي، كما هي الحال في رسالة إلكترونية بعثها العميد المؤقت دينيس ميتشل إلى مجتمع الحرم الجامعي في 12 أكتوبر 2023 مؤكداً فيها أنّ جامعتنا كانت دوماً منارة لحرية التعبير والحوار المفتوح، وتعزيز مجتمع متنوع وشامل حيث يمكن تبادل الأفكار والآراء بحرية. حرية التعبير قيمة أساسية نعتزّ بها، تعزّز النمو الفكري والتفكير النقدي واستكشاف وجهات نظر مختلفة. نأسف لفشل الرئيسة شفيق في التواصل مع مجتمع كولومبيا المتنوّع بأكمله في بيانها العام الذي خلق مناخاً في الحرم الجامعي سمح لهذه التهديدات بالتكاثر، ما هدّد سلامة وأمن ورفاهية أعضاء هيئة التدريس والطلاب الذين أسهموا في ترسيخ سمعة الجامعة في دراسات الشرق الأوسط. إنّ الفشل في إظهار الاهتمام والالتزام تجاه مجتمع كولومبيا المتنوّع برمّته ــــ وهو مجتمع يضم العرب والمسلمين واليهود المناهضين للصهيونية ومنتقدي السياسات الإسرائيلية التي تقمع الحرية الفلسطينية ــــ لا يليق بمؤسسة رائدة في التعليم العالي. إننا ندين الرئيسة شفيق لإهمالها الواجب الأساسي الذي تدين به الجامعة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب في جامعة كولومبيا. نحن ننظر إلى إخفاقات الرئيسة شفيق كجزء لا يتجزأ من سجل الجامعة الحافل بإهمال حماية الحرية الأكاديمية في الحرم الجامعي، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بقسمنا الخاص بدراسات الشرق الأوسط. في عام 2004، كان الأساتذة جوزيف مسعد، وجورج صليبا وحميد دباشي موضوع فيلم وثائقيّ تشهيري بعنوان Columbia Unbecoming الذي كاد أن يكلف البروفيسور مسعد عمله في الجامعة وغرس ثقافة الخوف والانتقام في فصولنا الدراسية. نحن نعتقد أنّ إهمال جامعة كولومبيا هدّد المهمة الفكرية لقسمنا عبر تعزيز تزعزع البحث الأكاديمي والتعبير. إن الهجمات الحالية ضد البروفيسور مسعد هي استمرار لهذه المحاولات المستمرة منذ عقود لفرض الرقابة عليه وترهيبه بسبب أبحاثه الدقيقة حول فلسطين. يجب أيضاً وضع هذه الهجمات في السياق الأوسع للعنصرية الراسخة المتمثلة في كراهية الإسلام والعرب والفلسطينيين التي لا يزال قسمنا هدفاً لها، وقد فشلت الجامعة في إدانتها، ولا سيّما في ضوء الهجمات اللفظية والجسدية المستمرة ضد البالغين والأطفال الفلسطينيين والمسلمين والعرب في حرمنا الجامعي وفي جميع أنحاء العالم. ندعو «جامعة كولومبيا» والرئيسة شفيق للدفاع عن مجتمع كولومبيا من الهجمات المستمرة والمستقبلية على المهمة الفكرية لجامعتنا وإلى:
1. تحديد ومحاسبة الفرد (الأفراد) المسؤولين عن وضع التهديد بالقتل تحت باب مكتب البروفيسور مسعد. نطالب بمحاسبة الفرد (الأفراد) المسؤولين عن التحريض على العنف علناً، وإذا تم تحديده على أنه تابع لكولومبيا، فسيتم إنهاء عمله على الفور أو حظره من الحرم الجامعي.
2. فتح تحقيق شفّاف مع الأفراد الذين وجهوا تهديدات بالقتل إلى أرقام الهواتف الشخصية والعملية وعناوين البريد الإلكتروني للبروفيسور مسعد.
3. إصدار بيان على مستوى الجامعة يدعم بشكلٍ لا لبس فيه حقّ البروفيسور مسعد في الحرية الأكاديمية على النحو المبيّن في بيان مهمة الجامعة، وضمان حماية أعضاء هيئة التدريس غير الدائمين في «جامعة كولومبيا» من الانتقام بسبب تعبيرهم عن دعمهم لتحرير الفلسطينيين و/ أو إدانتهم لهجمات الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة؛ الاعتراف وإدانة أعمال العنف والخطابات المناهضة للعرب والفلسطينيين والمعادية للإسلام في الحرم الجامعي وإدانتها بشكلٍ لا لبس فيه؛ وتأكيد التزام الجامعة تجاه طلبتها وأعضاء هيئة التدريس الفلسطينيين والعرب والمسلمين.