بغداد | في إطار تفاعل العراقيين مع عملية «طوفان الأقصى» التي انطلقت صباح السبت، أبدت فصائل المقاومة العراقية استعدادها لدعم المقاومة الفلسطينية على الصعد كافة، والالتحاق بصفوفها لشنّ هجمات «نوعية» ضدّ العدوان. وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر بعض الألوية التابعة للفصائل المسلّحة و«الحشد الشعبي»، وهي تعلن الاستعداد للزحف إلى فلسطين والمشاركة مع المقاومة في معارك تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يؤكد المتحدث باسم «كتائب حزب الله - العراق»، محمد محي، لـ«الأخبار»، «أننا نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في الأحوال جميعها، ونضع إمكاناتنا جميعها في خدمة قضية فلسطين وفي خدمة المقاومة الفلسطينية»، مذكّراً بـ«أنّنا كنّا قد أكدنا سابقاً أننا جزء من معادلة القدس مقابل الحرب الإقليمية التي أعلنها السيد حسن نصر الله، ولذلك، نحن على أتمّ الاستعداد للمشاركة في أيّ استحقاق يضع نهاية لهذا الكيان الغاصب، ولا سيما أننا ننطلق من عقيدة راسخة نؤمن بها، مرتبطة بوعد إلهي بأن هذا الكيان هو كيان مؤقّت ولا بدّ أن يزول». كما يؤكد محي أن «الأمر يحتاج إلى استعداد وتهيئة وليس مجرّد تمنّ أو أحلام»، لافتاً إلى أن «الشعب العراقي معروف بمواقفه المساندة للشعب الفلسطيني طوال سنوات الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وهو يعدّ قضية فلسطين قضيته المقدسة التي لا يمكن أن يتخلّف عن نصرتها». ويرى أن «المقاومة الفلسطينية اليوم تشكّل الرقم الأصعب في معادلة التصدّي والمواجهة مع العدو الصهيوني، وكلّنا ثقة بقدراتها على تحقيق النصر وإلحاق الهزيمة بالكيان الصهيوني المؤقت، وفي الوقت نفسه لن نسمح في أن يُستفرد بالشعب الفلسطيني». ويجزم «أننا لن نقف مكتوفي الأيدي إذا ما حانت المواجهة الكبرى التي ننتظرها كما ينتظرها المجاهدون المؤمنون في كلّ مكان. سنكون في مقدّمة الركب ولن نتأخّر في اتخاذ قرار المواجهة، ولا شكّ في أن شعبنا العراقي ومقاومته الإسلامية لديهم من الإمكانات ما قد يفاجئ العدو ويلحق به أشدّ الخسائر وأفدحها». ويتابع: «كلّنا ثقة بأن هذه المواجهة ستكون الأخيرة حتماً وهي آخر مسمار سيُدقّ في نعش الكيان الذي بانت عليه علامات الاحتضار».
أبدت فصائل المقاومة العراقية استعدادها لدعم المقاومة الفلسطينية على الصعد كافة


وفي الاتّجاه نفسه، يؤكد المتحدث باسم «كتائب سيد الشهداء»، كاظم الفرطوسي، أن «فصائل المقاومة العراقية جاهزة، وستلتحق بإخوانها المقاتلين في المقاومة الفلسطينية في حال تطلّب الأمر ذلك». ويضيف الفرطوسي، في حديث إلى «الأخبار»، أن «القضية الفلسطينية تشغل بال كلّ عراقي. لذا، جميعنا مستعدّون لتقديم الدعم المادّي والفنّي للشعب الفلسطيني. والفصائل العراقية لديها الإمكانات الكافية للالتحاق مع المقاومة الفلسطينية، في حال استمرّت الأمور أكثر، وهناك ألوية استعدّت للحرب ضدّ الكيان الغاصب». ويلفت إلى أن «هناك قرباً بين الشعبَين العراقي والفلسطيني في عدد من القضايا، أهمّها الاحتلال الإسرائيلي، والنضال من أجل هزيمته، وهذا ما نتعاضد من أجله جميعاً بوصفنا مقاومة إسلامية».
ويطالب النائب عن كتلة «صادقون» النيابية التي تمثّل «حركة عصائب أهل الحق»، حسن سالم، بدوره، بأن «تكون الدول العربية والإسلامية كلّها على موقف واحد ومساند للقضية الفلسطينية»، لافتاً، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أن «مجلس النواب العراقي موقفه ثابت من القضية الفلسطينية، ونحن داعمون لها عبر الشعب العراقي والفصائل المقاومة التي ترفض الاحتلال، سواء أكان الأميركي أم الصهيوني». ويؤكد سالم أن «العراق قد يَدخل على خطّ عملية طوفان الأقصى إذا تطوّر الموقف»، معتبراً أن «موقف الحكومة العراقية كان مشرّفاً وشجاعاً ضدّ الكيان الغاصب الذي انتهك حرمة الأرض والإسلام، وأيضاً نحن شرعنا سابقاً في تجريم التطبيع مع إسرائيل، لتأكيد موقفنا تجاه القضية».
وتضامن الشعب العراقي، منذ الساعات الأولى، مع العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية ضدّ الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عبر تنظيم مسيرات شعبية واسعة في مختلف مدن البلاد ورفع الأعلام، فيما دعا زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، المبتعد عن السياسة، في تغريدة على منصة «X»، إلى تنظيم مليونية وصلاة موحّدة في ساحة التحرير في بغداد، يوم الجمعة المقبل، «ليرتفع صوت الجهاد من بغداد ويصل إلى العالم كلّه، ولنحرق الأعلام الإسرائيلية ونرفع الأعلام الفلسطينية جنباً إلى جنب مع العلم العراقي، ولنرعب كبيرة الشرّ أميركا التي تدعم الإرهاب الصهيوني، ولنثبت للفاسدين والظالمين أننا مستمرّون في دعم الإصلاح والمقاومة».