غزة | في الوقت الذي جدّد فيه الوفد الأمني المصري زياراته لقطاع غزة ودولة الاحتلال، لترتيب إطلاق مفاوضات غير مباشرة بين حركة «حماس» وإسرائيل في القاهرة خلال الأيام المقبلة، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار، كرّرت الحركة تحذيراتها للعدو من التلاعب بملفّ الإعمار. جاء ذلك فيما نفى مصدر قيادي في «حماس» أن يكون المصريون قد مارسوا أو يمارسون ضغطاً على الحركة لإنجاز تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال، مؤكداً أن المصريين يواصلون جهودهم للحفاظ على حالة وقف إطلاق النار كخطوة أولى، عبر تذليل العقبات التي يحاول العدو وضعها أمام إعادة إعمار القطاع. وكانت صحيفة «هآرتس» العبرية ذكرت أن وزير المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، يضغط على إسرائيل و»حماس» لإرسال مبعوثيهما إلى القاهرة بالسرعة الممكنة، من أجل بدء مفاوضات على التهدئة الطويلة.[اشترك في قناة ‫«الأخبار» على يوتيوب]
ووصل، أمس، الوفد الأمني المصري برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق، مسؤول ملفّ فلسطين في المخابرات المصرية، إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون، ضمن زياراته المكّوكية بين القطاع ودولة الاحتلال بعد انتهاء الحرب الأخيرة. وكشف المصدر أن الحركة أبلغت المصريين أن وفداً قيادياً رفيعاً منها سيصل إلى القاهرة الأسبوع المقبل، بناءً على دعوة رسمية تلقّاها رئيس المكتب السياسي لـ»حماس»، إسماعيل هنية، مؤكداً أن الحركة والمقاومة تدخلان معركة المفاوضات بأوراق قوة كبيرة.
وبحسب تطمينات الوسيط المصري للحركة، ستعود دولة الاحتلال، الأسبوع المقبل، عن خطواتها «العقابية» الأخيرة التي اتُّخذت خلال معركة «سف القدس» وما زالت متواصلة جزئياً. إذ ستعيد فتح المعابر والبحر، وإدخال الوقود لمصلحة محطّة توليد الكهرباء، وإصلاح جميع خطوط الكهرباء التي تضرّرت في المعركة، بالإضافة إلى السماح بإدخال المنحة القطرية، فيما لا تزال قضية إعادة الإعمار عالقة حتى اللحظة عند مطلب ربطها بقضية الجنود الأسرى. وكانت شركة الكهرباء في غزة أعلنت أن نسبة العجز في ساعات وصل الكهرباء بلغت 79.2%، وبواقع 4 ساعات وصل و16 ساعة قطع، وذلك في ظلّ استمرار تعطُّل 4 خطوط نقل رئيسة، بالإضافة إلى منع دخول الوقود إلى محطّة توليد الطاقة.
بحسب التطمينات المصرية، ستعود دولة الاحتلال الأسبوع المقبل عن خطواتها «العقابية» الأخيرة


وفي ما يتعلّق بزيارة عباس كامل لقطاع غزة، أشار المصدر إلى أن الحركة لم تُبلَّغ بهذا الأمر، وهي لا تزال تجري ترتيبات زيارة وفدها إلى القاهرة، علماً أن الوفد سيرأسه هنية، الذي سيلتقي أعلى المستويات المصرية، ولن يكون لديه مانع من إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال بخصوص استمرار وقف إطلاق النار. في هذا الوقت، حذّر القيادي في «حماس»، مشير المصري، العدو من التلاعب بملفّ الإعمار، مؤكداً أنه سيتمّ إعمار القطاع رغم أنف إسرائيل، وذلك خلال مهرجان لتأبين الشهداء في محافظة رفح جنوب غزة، تزامَن مع عرض عسكري كبير شمل صواريخ وطائرات مسيّرة وأسلحة نوعية. في المقابل، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن وزير خارجية الاحتلال، غابي أشكنازي، سيتوجّه إلى مصر الأسبوع المقبل للمشاركة في محادثات غير مباشرة مع «حماس».
على خطّ موازِ، حذرت شبكة المنظّمات الأهلية الفلسطينية من وجود أطراف تسعى إلى إبقاء الأزمة الإنسانية وتعميقها، لحسابات سياسية، بينما عبّر وزير الخارجية القطري، محمد آل ثاني، عن تشكّكه في إمكانية تحويل أموال إعادة الإعمار إلى السلطة الفلسطينية ومن هناك إلى غزة، مؤكداً أن ثمة صعوبة في ذلك، على اعتبار أن «السلطة لا تستطيع الوصول إلى القطاع بسهولة»، مضيفاً أن «قطر تريد التعاون مع السلطة، لكن المهمّ بالنسبة إليها هو تحقيق نتيجة».