غزة | بعد اعتراض لم يتجاوز الساعات على فضّ الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة اعتصام الأسرى المقطوعة رواتبهم في مدينة رام الله، سلّمت حركة «حماس»، مساء أمس، ردّها على الورقة التي قدّمها إليها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الشهر الماضي، للذهاب إلى انتخابات تشريعية، تليها انتخابات رئاسية، بالموافقة عليها. ووفق معلومات حصلت عليها «الأخبار»، تحمل الورقة التي قدّمتها «حماس» ردّاً إيجابياً على اقتراح عباس إصدار مرسوم رئاسي بالانتخابات، ثم عقد «لقاء وطني جامع لمناقشة آليات الانتخابات وتذليل عقباتها». وبحسب المعلومات، فإن السلطة حصلت على وعود من قطر بدعم العملية الانتخابية في حال التوافق عليها؛ إذ وعدت الدوحة، رام الله، بتوفير 25 مليون دولار سوف تُرسل إلى «لجنة الانتخابات المركزية» التي يرأسها حنا ناصر.لكن ردّ «حماس» الإيجابي بالموافقة أُرفق مع أسئلة لرئيس السلطة حول قانون الانتخابات الذي سيصدر المرسوم الرئاسي على أساسه، وحول البنود التي قد تحول دون مشاركة جميع الفصائل وخاصة تلك التي لم تنضوِ ضمن «منظمة التحرير» وعددها ثمانية، فضلاً عن موقف عباس من القضاء الذي سيلجأ إليه الفلسطينيون خلال الانتخابات التي من المفترض أن تُجرى في غزة والضفة والقدس، وكيفية تعيين القضاة الذين سيصدرون الأحكام. كذلك، سألت الحركة عن «مكانة المجلس التشريعي المقبل وحصانة أعضائه»، بالإضافة إلى المرجعية القانونية في ظلّ الإشكالات حول المحكمة الدستورية التي شكّلها عباس وتُمثل الضفة فقط. كما طلبت «حماس» من «فتح» إبداء موقفها من الاعتقالات السياسية والمؤسسات التي أُغلقت على الخلفية نفسها. وبالنسبة إلى القدس، ثمة أسئلة حول الآليات التي يمكن اعتمادها لضمان عقد الانتخابات في المدينة المحتلة.
وعدت الدوحة بتمويل الانتخابات الفلسطينية بـ 25 مليون دولار


وفي مؤتمرٍ أمس، أعلن رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، أن حركته سلّمت السلطة رداً إيجابياً، ما يشير إلى أنها ستشارك في الانتخابات، مؤكداً أن «ما يحدث في صندوق الاقتراع سيكون محلّ احترام وتقدير من حماس»، لأن الانتخابات «وسيلة... للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن، وإنهاء الانقسام، وبناء نظام قائم على الشراكة». وقال هنية إن «حماس» ستمضي باتجاه «إجراء انتخابات المجلس الوطني لإعادة بناء وتطوير مؤسسات منظمة التحرير لتقوم بدورها القيادي على وجهه الأكمل». وحول إرجاء تسليم الردّ، لفت إلى «اتصالات أجراها حنا ناصر حول اقتحام خيمة اعتصام الأسرى المُحرَّرين في رام الله... توجّه على إثرها (رئيس الوزراء محمد) اشتية إلى المُحرَّرين وقدم اعتذاراً إليهم، كما أفرج عن المعتقلين». وكانت «فتح» قد انتقدت إرجاء عملية التسليم، وذلك على لسان عضو اللجنتين «التنفيذية لمنظمة التحرير» و«المركزية لفتح»، عزام الأحمد، الذي اتهم «حماس» بأنها «دائماً تبحث عن العراقيل للإبقاء على الانقسام»، فيما طالب أمين سرّ «التنفيذية»، صائب عريقات، الفصائل بـ«اتخاذ موقف حازم من هذا الإجراء».
ميدانياً، شهدت الضفة مسيرات في عدد من المدن رفضاً للقرار الأميركي اعتبار المستوطنات الإسرائيلية «شرعية»، ما تسبّب بوقوع أكثر من 70 إصابة مختلفة، ولا سيما في مناطق الاحتكاك مع المستوطنات. يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الأسرى في السجون الحداد وإرجاع وجبات الطعام لثلاثة أيام، إضافة إلى ارتداء اللون الأسود عند الوقوف على العدد، احتجاجاً على استشهاد الأسير سامي أبو دياك بسبب الإهمال الطبي.