شرُّ البليّة ما يُضحك
... وبعد أن وصل جرس الإنذار إلى ذروة الرنين منذراً بالإنهيار بفضل مهاترات الطبقة السياسية التي تولّت صفقات ترحيل النفايات التي وافق عليها الجميع، وتجاهلوا أبسط الحلول وأوفرها وأنجحها، والتي كانت ستؤمّن يداً عاملة بوجه البطالة ومردوداً وفيراً على الخزينة المثقوبة، واستثماراً للمواد الإستهلاكية على أنواعها وحلاً جذريّاً طويل الأمد فضلاً عن بيئةٍ سليمة لوّثها جشع السياسين. وللتذكير فقط لمن لا يريد أن يسمع فإن الحلّ الوحيد والبسيط والزهيد لهذا الملف التّافه كتفاهة سياسيينا لا يكمُن بالمطامر أو المحارق أو الترحيل بل بإنشاء معامل في كل الأقضية من أجل نقل النفايات عبر إشراف البلديات من بعد إعطائها حقوقها المسلوبة من أجل فرزها من المصدر، وإعادة تدويرها وتحويلها إلى أسمدة بالشروط البيئية تحت إشراف الخبراء البيئين... وغيرُ ذلك يندرجُ في خانة الصّفقات والشّبهات... وعلى حساب صحة المواطن وسرقته وإعدام سلامة الطبيعة والبيئة...
إن أضعف الإيمان لما آلت إليه الأمور يقضي باستقالة وزيري البيئة الأصيل والوكيل على الأقل إن لم نقل إستقالة الحكومة المستقيلة التي كانت عرجاء منذ تشكيلها... حيث أنها تذكّرنا بقصّة الراعي الذي كان يُهرولُ إلى القرية طالباً النّجدة مدّعياً أن الذئاب غارت على الأغنام، فيهبّون للنّجدة لتكن النتيجة خِداع الرّاعي إلى أن وصل به خِداعه بأن قضت الذئابُ على الأغنام بعد سحب الثقة من ذاك الرّاعي الذي وقع في مكره، وها هي الحكومة قد فقدت ثقة اللبنانيين بتتويج صفقة الترحيل الخاسرة ووقعت في شرّها، فشرُّ البليّة ما يُضحك...

عبّاس حيّوك ـــــ عيتا الشعب