لم يبدأ وريثُ الكتائب كلامَه أمام كوادِرِه بشتيمةٍ من فراغ، لا تزِنُ ذرةً في ميزانِ أفعالِهم السوداء، الحافِلة بالمجازر والتعامُل مع عدوِّ البلاد والتسبُّب في حربٍ أهلية.بل أُفيدَ من أبيهِ عن ملفٍّ مهم، صادرَه، أو بالأصحّ سرقَه بعد ملف الاستجواب الذي بقيَ في عهدةِ القضاء، فيما بقيَ الآخر والأكبر حجماً بحيازةِ أبيه.
لقد أرسلَ محتواه بمختلف الاتجاهات ليستفيدَ شخصياً، فيما لم يكُن لديه الإلمام الكافي ليدركَ أن العالمَ سيستفيدُ أضعافَ ذلك.
لقد شكَّل الملف هاجساً عند أمين لتعلُّقِه بجهاتٍ عدَّة داخلية وخارجية، وبمسائلَ مصيرية وحضاريَّة عنت كلَّ الناس، ما شغلَه لسنوات.
لو كان لدينا عدلٌ أو دولةٌ، لَسُئلَ عنه بالحدّ الأدنى المستنطقُ آنذاك سعيد ميرزا.
لا يمكن التطرُّق إلى مضمون الملف، الذي أشرفَ على الانتهاء منذ سنوات، بعدَ أن أعطى دفعاً قوياً بين أواسط الثمانينيات ومطلِع الألفية الجديدة.
لكن أُنهي موجَزي هذا بنفحة فنية خاصة بجماعتِنا القوميين حتى لا أخرجَ عن الإطار.
تقول الكلمات:
بالحِرابِ ذلِّلي كلَّ الصِعابِ
لا تهابي
أنا أُعطيكِ شبابي
لعُلاكِ يا بلادي
أنتِ أمي وأبي الغالي وعمّي (أُعدِموا سوياً بعد التنكيل بهم)
أنتِ همّي
أنا أفديكِ بدمّي
من عداكِ يا بلادي
من سماكِ أُنظري لي لتَريني (موقوفٌ تحت الأرض)
لكِ شمعاً أوقديني
لضياكِ يا بلادي
وتقولُ أيضاً:
أصدُّ أثورُ وأعدو
وأضرِبُ كالإعصار
أشهَدُ للحقِّ وأشدو
نشيدَ الانتصار (ثمَّة أناشيد عدَّة)
بدَمي حرَّرتُ أرضي
وأمرتُ بسيفي وأَمضي
وخلفي عدوُّ الأرضِ (أي العالم وما توقَّعته لبني صَهيون)
قد لاذَ بالفرار
بينَ الأرضِ وبيني
قُبلٌ عِشقٌ ونهار
وملء جبيني وعيني
وعدٌ صادِقٌ وخَيار