لا يمكن أن نذكر اسم كريم مروة، القيادي الشيوعي والوطني البارز في لبنان، إلا ونذكر معه تاريخاً من العطاء الفكري والسياسي والنضالي والمقاوم في حياتنا اللبنانية والعربية والإنسانية.

كنّا لا نذكر كريم، ومعه الشهيد جورج حاوي، والراحل نديم عبد الصمد، وثلة من رفاقهم الشيوعيين البارزين، إلا ونذكر دورهم في مرحلة مهمّة من تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني والحركة الوطنية اللبنانية، سواء على المستوى الفكري أو النضالي أو الالتحام بالقضية الفلسطينية.
تميّز الصديق الراحل في علاقاته بحرصه الدائم على الحوار، ولا سيّما مع من كان يختلف معهم، انطلاقاً من إدراكه بأنّ أي تقدّم أو إصلاح أو تحرير في بلادنا لا يقوم إلا إن تلاقت الجهود وتكاملت الطاقات، وهو أمر لا يتمّ إلا بإعلاء شأن الفكر في النقاش والحوار في العلاقات، والذي كان أبو أحمد ورفاقه يكسبون به ثقة كل معارفهم واحترامهم، مهما كانت الخلافات الفكرية والسياسية بينهم.
وكان وجهه الباسم أبداً خير تعبير عن الطمأنينة العميقة التي يختزنها هذا المناضل الصلب في معتقداته، الدمث في علاقاته، المتفائل في نظرته لمستقبل بلاده وأمّته والإنسانية.
له الرحمة ولرفاقه جميل الصبر والعزاء.