كريستيانو رونالدو. سوبر ستار في كرة القدم ولا جدال في ذلك.ولكنّ هناك جانباً مظلماً في حياته ونقطة سوداء تلطّخ شخصيته من ناحية إنسانية. فابنه الأكبر (11سنة) ليس له أمّ ! نعم هكذا أراد له أبوه وقرّر، لسببٍ لا يعلمه أحد.
ليس فقط أنه انفصل عن أمه وأخذ الطفل ليعيش معه، فذلك أمر يحصل كثيراً، ولكنه ألغى وجودها تماماً من حياة الطفل، حتى إنه لا يعرف أين تكون ولا حتى اسمها! قرّر رونالدو أنه هو وحده يتكفّل بكل ما يحتاج إليه ابنه في الحياة، ولا حاجة إلى الأم في حياة الطفل، وكأنّها ماتت.
ولكنْ هناك فرق. فلو ماتت لكان ذلك قدراً كُتب على الطفل مثل كثيرين غيره. ولكان يذكرها ويترحّم عليها وانتهى الأمر. ولكنّها لم تمت. هي حيّة تسعى وتعيش في مكان ما، تراقب ابنها من رونالدو وتراه ولكن دون أن تجرؤ على الاقتراب منه أو حتى الإعلان عن نفسها.
والذي حصل أن رونالدو وقّع مع أمّ ابنه عقداً قانونياً موثّقاً ومحكماً جداً، وفي سرية تامة، يقضي بأن تتنازل عن كل حقوقها القانونية والمدنية تجاه ابنها وتتعهّد بالاختفاء من حياته تماماً وأن لا تراه و لا تُعلن عن نفسها في الإعلام بأيّ شكلٍ كان، طبعاً مقابل مبلغ ضخم جداً لا يعلمه أحد.
وقد يُقال إن اللوم يقع على الأم التي قبلت بأن تتنازل عن ابنها وقبضت الثمن، وإن رونالدو لم يُجبرها على ذلك، فهي طمّاعة فضّلت المال على العاطفة الإنسانية. وذلك صحيح إلى حدّ كبير، ولكن علينا أن نتذكّر أن تلك المرأة هي الطرف الأضعف في المعادلة، فربما كانت فقيرة أو ظروفها قاسية، خلافاً لرونالدو الذي هو الطرف القوي، الثريّ والمتحكّم. وحتى لو كانت فتاة ليل، أو امرأة عابرة عاشرها ليلة واحدة، فذلك لا يعطيه الحق الأخلاقي في التعامل معها، ومع ابنه، بتلك الطريقة القاسية. إنه نوع مخفّف من النخاسة، ولكنه قانوني للأسف، حيث يُشترى الإنسان ويباع.
استخدم كريستيانو رونالدو ثروته وجبروته في سبيل أمر غير إنساني قاسٍ وفظّ. وعندما كان الطفل يسأل ببراءة "أين أمّي" كان يأتيه الجواب من والدة رونالدو وأخته: "إنها في السماء" تارةً و"لقد رحلت بعيداً" تارة أخرى.... وكان على الطفل أن يقبل بذلك ويسكت.

*كاتب وباحث من الأردن