بعد مرور ستة أشهر على العدوان الاسرائيلي على غزة الذي راح ضحيته آلاف الشهداء من الاطفال والنساء، خرجت قناة lbci بتقرير صادم حمل إسم «حرب المجانين والمتطرفين دمرت غزة» قدّمه رواد طه ونشر على صفحات المحطة على السوشال ميديا. حلل التقرير أسباب العدوان الاسرائيلي واصفاً العدو وحركة «حماس» بـ«المجانين»، في خطوة يظن المشاهد للوهلة الأولى بأنه يتابع قناة ناطقة باللغة العبرية وليس شاشة لبنانية.في هذا السياق، يفتتح المراسل في قسم الأخبار تقريره معتبراً أن ما تشهده غزة منذ السابع من تشرين الاول الماضي، بأنه «حرب المجانين والمتطرفين»، ثم يغوص طه الذي يفتقر للحدّ الأدنى من الثقافة والوعي السياسي، في تفاصيل العدوان قائلاً «ما قامت به حماس في «طوفان الاقصى» أدّى إلى تضامن العالم مع حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف». ليدخل الصحافي في تقريره الذي تبلغ مدّته ثلاثة دقائق، معدّداً الوجوه الحاكمة في سلطة العدو الاسرائيلي، من دون أن يكشف صور الابادة التي يرتكبها العدو بحق الشعب الفلسطيني، بل استعرض صور حكّام العدو بكل هدوء، بعيداً عن أي هجوم أو الكشف عن إجرامهم بحق أهل غزة.
لكن عندما يتطرّق طه إلى «حماس»، يكبّ كل حقده على حركة المقاومة، واصفاً إياهم بـ «المجانين». يصف طه «القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام» الفلسطيني محمد الضيف، بأنه مسؤول عن «العمليات الانتحارية» في فلسطين المحتلة. وينتقل للحديث عن رئيس المكتب السياسي لحماس في قطاع غزة، يحيا السنوار قائلاً بأنه «بدل أن يقوم بتنمية قطاع غزة، قام بعملية قتل مسؤولي «حركة فتح» عن أسطح البنايات» في محاولة من الصحافي لتشويه حركة حماس الفلسطينية، والتحريض على الفتن بين حركات المقاومة الفلسطينية.
قام الصحافي بعملية تشويه للحقائق ونسف جهاد المقاومين بوجه العدو، وساوى الجلاد والضحية. هذه السياسة الاعلامية يسعى الاعلام الاسرائيلي والاجنبي للترويج لها في العالم، والقيام بـ«غسيل» الادمغة وطمس حقائق الاجرام. قدّمت lbci مادة إعلامية تتماهى علانيةً بكل وقاحة مع الدعاية الصهيونية التي تتفنّن في توصيف حركات المقاومة في فلسطين ولبنان بأنهم «مجانين» على حدّ تعبيرها.
ففي الوقت الذي كانت تعتبر فيه قناة lbci موزونة في تغطيتها للعدوان على غزة والمناطق في جنوب لبنان، وقعت الشاشة في الفخّ قبل أن تقوم أخيراً بحذف الفيديو عن صفحتها على منصة x فيما أبقته على حسابها على انستغرام، بسبب الهجوم الذي تعرضت له.