في مقابلة وُصفت بـ «النارية وغير المعهودة» في الإعلام الأجنبي، حاورت مقدّمة برنامج بيل دوناتي Good Morning Europe (صباح الخير يا أوروبا) عبر قناة «سكاي نيوز» البريطانية عضو الكنيست الإسرائيلي داني دانون، مشبّهة دعواته لتهجير سكّان غزة بما حدث في الهولوكوست.استندت دوناتي في حوارها المتمكّن مع دانون إلى مقال نشره الأخير في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية قبل شهرين تقريباً، داعياً فيه إلى استقبال أعداد محدودة من سكان غزة أعربوا عن رغبتهم في الانتقال بهدف «إعادة توطينهم»، على حدّ تعبيره.
قال دانون: «أعتقد أنّ أي شخص في العالم يريد الانتقال طوعاً إلى بلد آخر يجب أن يكون مؤهلاً للقيام بذلك»، لترد محاورته بالقول: «نعم، هذا هو نوع الانتقال الطوعي للعديد من اليهود خلال المحرقة، كما أتخيّل. إنّها ليست عملية انتقال طوعية». لكن كلام دوناتي لم يحظ باستحسان ضيفها الذي صرخ في وجهها قائلاً: «ما قلته للتوّ هو معاداة للسامية خالصة... مقارنة المحرقة بما يحدث اليوم في غزة. عار عليكم هذا التصرّف». وإلى جانب مواجهتها بالتهمة الجاهزة، أي «معاداة السامية»، طلب دانون من دوناتي، مباشرةً على الهواء، الاعتذار فوراً من الشعب اليهودي.
لم تمرّ ساعات على المقابلة، حتى امتثلت «سكاي نيوز» للطلب معلنةً اعتذارها من دانون والحكومة الإسرائيلية. ولفتت المحطة في بيان لها كشف حجم الانبطاح أمام السردية الاسرائيلية، إلى أنّها تدرك «عدم ملاءمة هذه المقارنة تماماً والطبيعة المسيئة لتلك التعليقات. تودّ «سكاي نيوز» الاعتذار من دون تحفظ عن المقارنة، ولدانون شخصياً لإجراء المقارنة».
تردّدات المقابلة لم تتوقف عند هذا الحدّ، إذ انطلقت حملات شنّها الذباب الإلكتروني الإسرائيلي والدائرون في فلكه، طالبين بطرد المذيعة. واللافت أنّ المقابلة حُذفت من يوتيوب، وبقي منها بعض المشاهد التي نشرها ناشطون على السوشال ميديا.
من جانبها، أوضحت التعليقات الواردة من داخل «سكاي نيوز» أنّ القناة لم تحدّد بعد إذا ما كانت ستتخذ أي إجراء ضد دوناتي، أو أنّها ستكتفي بالاعتذار.
وتأتي هذه الحادثة في وقت تلعب فيه «سكاي نيوز»، كغيرها من وسائل الإعلام الأجنبية عموماً والبريطانية تحديداً، دوراً بارزاً في نشر البروباغندا الصهيونية والتضليل في مقابل الصمت أمام جرائم الاحتلال منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي. وفي جولة سريعة على حساب دوناتي على منصة X، يتّضح أنّها ملمّة بالشأن الفلسطيني، وأعادت نشر العديد من الصور والفيديوات التي تكشف حجم الجرائم التي يرتكبها العدو في حق الغزّاويين.