فيما يعلن العديد من دور النشر عن توزيع وإعادة طبع عناوين عدّة عن القضية الفلسطينية في الدورة الـ 55 من «معرض القاهرة للكتاب» التي تنطلق في 24 كانون الثاني (يناير) الحالي، لم تجد «وزارة الثقافة المصرية» أيّ غضاضة في قبول شركة «كوكا كولا» كراع رئيس للحدث. خطوة طرحت العديد من التساؤلات، خصوصاً بعدما بات معروفاً أن شركة المشروبات الغازية العالمية تدعم العدو الاسرائيلي والاحزاب المتطرفة فيه، على أن تفتح أبواب «معرض القاهرة للكتاب» للجمهور في 25 كانون الثاني (يناير)، بالتزامن مع الذكرى الثالثة عشر لـ«ثورة يناير» التي أطاحت بحكم الرئيس حسني مبارك (1928/2020).تعاني «وزارة الثقافة المصرية» تراجعاً واضحاً في جميع المجالات، وتحديداً منذ 18 شهراً تتولّى خلالها الوزيرة الحالية نيفين الكيلاني القسم. لم تضع الكيلاني في اعتبارها الصمود الواضح لحملة مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني بعد أكثر من 100 يوم على انطلاق «طوفان الأقصى». وهي الحملة الأكثر إستمراراً في هذا الصدد، ربما حتى مقارنة بحملات مقاطعة البضائع الدانماركية وغيرها إبّان أزمة الرسوم المسيئة للنبي.
اللافت أن شركة «بيبسي» الراعي الدائم لـ«مهرجان الجونة السينمائي» والمنافسة لـ «كولا كولا»، خافت وانسحبت من الدورة الأخيرة تجنّباً للانتقادات. لكن «معرض القاهرة الدولي» للكتاب كأنه لا يسمع ولا يرى. تردّد أن «كوكا كولا» سعت بقوة لهذه الرعاية، رغم أنها لم تظهر قبلاً في المعرض حتى تتواجد لافتاتها بين ملايين الزوار (قرابة 4 ملايين كل عام) بهدف كسر حالة المقاطعة ولو معنوياً.
إنطلق الجدل حول مشاركة شركة المشروبات الغازية العالمية، فور انتهاء المؤتمر الصحافي الذي أقامته «الهيئة العامة للكتاب» بحضور الوزيرة نيفين الكيلاني، وإمتد إلى التساؤل عن مبرّر إختيار دولة النرويج كضيفة شرف. لكنها تساؤلات ظلّت بلا جواب. وقررت إدارة المعرض عدم فتح الباب للصحافيين لتوجيه الاسئلة بعد انتهاء المؤتمر الذي شمل فقط الكلمات الرسمية من الجهات المنظمة للمعرض، ويعدّ الأقل من حيث الصخب والاستعدادت، أي عكس الدورات السابقة، بسبب سياسة التعتيم على الفعاليات التي تنتهجها الوزارة منذ تولي الكيلاني وتغيير جميع القيادات السابقة.