المشهد النهائي للدراما الرمضانية يتضمن عدداً لا بأس به من المسلسلات من بينها أعمال البيئة الشامية التي يسهل تسويقها وبيعها. أول تلك الأعمال «حارة القبة 3» (كتابة أسامة كوكش وإخراج رشا شربتجي وبطولة: عباس النوري، رنا شميس، وخالد القيش، وفادي صبيح... قناة «رؤيا» و«art حكايات»، و«عاج» على اليوتيوب) الذي يجزم كاتبه بأنّه عمل يُعتد به على المستوى الشخصي، لأنّه خرج عن المفردات المتداولة في مسلسلات البيئة الشامية، مثل العكيد وعضوات الحارة، ونأى بنفسه عن الأسلوب المكرّر في صياغة الحكاية مع إبراز دور المرأة بعيداً عن النمطية.
أمل عرفة في «مربى العز»

يقدّم العمل قصّة شامية تستعير بعض مفرداتها من مجموعة مسلسلات سابقة، مثل الأمانة التي تشكّل جوهر البناء الحكائي للمادة الدرامية، وغيرها من الأحداث من دون الخروج عن التقليد السائد في أعمال مماثلة. ويُفترض أن يستمرّ صراع الخير والشر التقليدي بين قطبَي النزاع أبو العزّ (عباس النوري) وطبنجة (فادي صبيح). أما غازي (خالد القيش)، فهو السلطة المتسيّدة برداءة أخلاقها، فيما يلعب محمد حداقي (أبو الأحلام) دوراً جوهرياً في ردّ الحق إلى أهله، باعتباره من أهل الخير وأصحاب الكرامات.
العمل الثاني هو «زقاق الجنّ» (كتابة محمد العاص وإخراج تامر اسحق ــ إنتاج MB) الذي يستعير اسمه من حيّ دمشقي قديم خارج السور، يقع بالقرب من منطقة البرامكة، ومعروف حالياً بأنه السوق الأكبر لبيع قطع غيار السيارات. أما حكاية المسلسل الذي يؤدي بطولته أيمن زيدان، أمل عرفة، عبد المنعم عمايري، شكران مرتجى، سعد مينه، فتقدّم أحداثاً تجري في هذا الحي عام 1900 في قالب البيئة الشامية المعروف. يروي العمل قصة بوليسية من خلال وقوع جريمة كبرى تشغل الجميع، وهي اختطاف صبي، ثم تلحقها سلسلة جرائم أخرى مرتبطة بالجريمة الأولى، ليكون السؤال الجوهري: من يرتكب هذه الجرائم ولماذا؟
«العربجي» حكاية عن الظلم والمظلوم تنسجم مع العديد من الأزمنة


تتولّى mbc إنتاج «مربى العز» (كتابة علي صالح وإخراج رشا شربتجي، منتج منفذ إياد شهاب ـ بطولة: عباس النوي، أمل عرفة، محمود نصر، خالد القيش، فادي صبيح، سوزان نجم الدين، كرم الشعراني، أيمن عبد السلام) الذي تدور أحداثه بين أربع حارات افتراضية في دمشق لتروي لنا حكاية ثلاثة أطفال تذيقهم الحياة مرارتها وتفرض عليهم هذه القسوة خيارين لا ثالث لهما: إما أن يطحنوا تحت رحى الظلم أو يقارعوه. من صميم المعاناة، نتابع حكاية بطل الملحمة الشعبية مناع ويبقى السؤال ما إذا كان قادراً على استرداد حقّه وحق عائلته من القهر أو أنه سينكسر أمامه. يُبنى المسلسل على فرضية أن بعض العداوات لا يطفئ جمرها مرور السنوات، ويبقى الشر متلظياً تحت الرماد بانتظار الفرصة لكي يلتهم ما يطفئ حقده. أما «العربجي» (كتابة عثمان جحى ومؤيد نابلسي وإخراج سيف الدين السبيعي ـ التلفزيون السعودي)، فيروي سيرة عبدو العربجي الذي اختار أن يعيش بعرق جبينه بعيداً عن الإشكالات، لكنه يجد نفسه أمام خيارين: إما أن يقول الحق، أو يسكت عنه، فينحو باتجاه الحقيقة، لتضعه خطوته في صراع شرس مع أقوى أصحاب النفوذ. قصّة غير توثيقية لكنها حكاية عن الظلم والمظلوم تصلح للكثير من الحالات وتنسجم مع العديد من الأزمنة.