في منتصف شهر آب (أغسطس) الماضي، ظهر حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة، على شاشة mtv، التي نقلت وقتها المقابلة الأساسية عن «لبنان الحر». لقاء تزامن مع بداية رفع الدعم عن المحروقات وانقطاع المواد الأساسية في البلاد، وتدحرج الاستدعاءت والمساءلات القضائية في الداخل والخارج لسلامة. أجرت المقابلة وقتها رولا حداد، التي قطفت هذا اللقاء التلفزيوني مع حاكم قلّما يجري مقابلات تلفزيونية محلياً ويلجأ إلى الوكالات الأجنبية للتصريح. وقتذاك، سألت حداد ما إذا كان سلامة «كبش محرقة» ويحمَّل عبء تداعيات الأزمة الإقتصادية، أو أنه «ضحية المنظومة السياسية» وهناك من «يحرّك» القضاء ضده!. اليوم، يعود كل من سلامة وحداد وجهاً لوجه، لكن هذه المرّة عبر برنامج «حوار المرحلة» على شاشة lbci، في حلقة خاصة تُبثّ بعد غدٍ الثلاثاء. خصصت المحطة أكثر من دقيقة لتعلن عن هذه المقابلة ومضامنيها، ولتتحدث عن الجهات التي «تخلّت» عن سلامة، وعن كيفية مواجهته للادعاءات القضائية، وكيفية «صموده» حتى نهاية «العهد». الإعلان الترويجي، وصف المساءلات القضائية الأوروبية بـ «التطورات القضائية»، محاولاً التخفيف من وطأتها، وسأل عن «صمود مصرف لبنان»، رغم «المراهنين على سقوطه». ويبقى اللافت هنا، وصف البرومو لسلامة بـ «البطل» بسبب استمراريته في «منع الإنهيار الشامل». هكذا، وكُلّما كبرت كرة الثلج المتجهة صوب حاكم «المركزي» وكثرت الاستدعاءات القضائية بحقه والجرائم المالية المتهم بها مع فريقه، يخرج علينا من بوابة الإعلام، ليستحصل على صك براءة، وتؤمَّن له المساحة الكافية للدفاع عن نفسه، واعتبار ما يحصل معه مجرد مناكفات سياسية لا دخل لها بالجرائم المالية. فبعد mtv، و«لبنان الحرّ»، تتولى lbci المهمة الآن، مع فارق أن الخناق القضائي يشتد على رقبة سلامة أكثر من أي وقت مضى!