على الرغم من التطور التكنولوجي الهائل، الذي بات يتيح عمليات الإتصال والتفاعل بشكل أكبر، ويوصل المعلومة أو حتى المساحة الترفيهية بشكل أسرع، الا أننا ما زلنا خاصة في عالمنا نعتمد أساليب ملتوية لمحاربة المحتوى سيما الجنسي منه، فما بالنا إن كنا أمام امرأة تقوم بإرشاد الناس من خلال اختصاصها، ومساعدتهم لتخطي مشاكلهم الجنسية، أو اقله تحطيم المفاهيم الخاطئة؟ نتحدث هنا، عن اختصاصية الطب الجنسي ساندرين عطالله، الحاضرة بقوة على المنصات الإفتراضية، يتابعها الملايين حول العالم. الطبيبة التي عرفت قبل سنوات من خلال تجربة تلفزيونية، ما زالت تحارب على جبهات متعددة، بدءاً من كونها طبيبة تعطي إرشادات جنسية للمهتمين، وتنهال عليها في المقابل، التعليقات بل الهجوم الذكوري، وليس انتهاء بمحاربة المنصات التفاعلية للمحتوى الذي تقدمه (على أهميته العلمية)، وحذفه، لا بل في كثير من الأحيان تعمد هذه المنصات الى حظر حسابها الشخصي. هذه هي حال عطالله، التي ما زالت تشكو الرقابة على المحتوى الذي تقدمه، خصوصاً على منصة «تيك توك» tiktokmena. عطالله التي يتابعها هناك أكثر من مليونيّ متابع، أعلنت قبل يومين، حظر المنصة الصينية الخاصة بالشرق الأوسط، فيديو نشر قبل ثلاثة أشهر، يتحدث عن ختان الإناث، ويدينه كجريمة. وأقدمت المنصة أيضاً، على حذف عدد من الفيديوات الأرشيفية، منها ما هو متعلق بالاغتصاب الزوجي، و«كأس الحيض»، وحُظر الحساب بعدها لمدة وجيزة. اللافت في هذه المعركة التي تقودها الطبيبة اللبنانية، تركيزها على الجانب الجندري، وعلاقته بعملية الحظر أو التشجيع. إذ بحسب عطالله، عندما تتكلم عن الرجال و«لذتهم» تحصل على مشاهدات، وعندما تتكلم عن المرأة وجسدها وحقوقها ولذتها، يصار الى الغائها كما «يتم الغاء النساء في مجتمعاتنا» بحسب قولها. وإن نظرنا الى منصة «تيك توك« التي جذبت الملايين حول العالم بفضل محتواها المركز، واوقات الفيديوات القصيرة جداً، واتاحة التفنن في عرضها، فإننا سنجد حتماً، محاربة عطالله على هذه المنصة ومحاولة منعها من بث محتوى جنسي توعوي، مدعم أحياناً بأدوات بصرية، ولا ضير هنا، من اتهام عطالله للمنصة بـ «كره النساء والتحيز الجنسي». يذكر أن عطالله تشبّك مع منصات محلية وعربية، لتقديم المحتوى الجنسي التوعوي ومحاربة المفاهيم الخاطئة، لكن يبدو أن معركتها مع المنصات الإفتراضية، ستطول طالما هناك ازدوادجية معايير، ورقابة مسبقة، ونفس ذكوري مستشرس.