بين حزيران (يونيو) الماضي، تاريخ ظهور السفيرة الأميركية دوروثي شيا على «الجديد»، وأمس، استضافة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، من واشنطن... مشهدية واحدة حاولت المحطة تكريسها. مشهدية تتمثل في فرض الوصاية الأميركية، وتحويل الحوارات السياسية مع الديبلوماسيين الأميركيين في الإعلام الى مجرد مساحة يصبح فيها الضيف مجرد وصيّ يدلي برأيه في تفاصيل الأوضاع اللبنانية، لا بل يقحم في كثير من الأحيان في الدخول بوحولها. أمس، ظهر هيل على المحطة على مدى 12 دقيقة، ليُسأل عن تفاصيل الشأن اللبناني من الإنتخابات النيابية ونتائجها مروراً بانتخابات رئاسة البرلمان وليس انتهاء بتشكيل الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية. محاور أدخلتها المحطة الى اللقاء التلفزيوني، وتحفظ هيل عن الإجابة على الكثير منها، مستخدماً المساحة التي تمنعه كأجنبي من التعليق أو التدخل في الشؤون اللبنانية. لكن هذا الأمر طبعاً، لم يمنع هيل من التعليق على نتائج الإنتخابات ووصول «المستقلين»، و«تغيّر الأصوات المسيحية»، وإعطاء رأيه بانسحاب سعد الحريري من الساحة السياسية. في المقابل، تحفّظ على الإجابة عما إذا كان هناك تمايز بين «حزب الله»، و«حركة أمل» بشأن انتخاب نبيه بري، مع تعليقه هنا، بأن «حزب الله ما زال منظمة ارهابية»، من دون أن يلقى مقاطعة أو اقله تحفظاً إزاء ما يقوله. تحفظ هيل انسحب أيضاً على ملف تفجير المرفأ، والتلكؤ في محاسبة المتورطين، قائلاً: «من غير اللائق التعليق على هذه القضية». هكذا، أضحت مقابلة هيل نسخة عن لقاء السفيرة الأميركية في استديو «الجديد» قبل عام تقريباً، مع اختلاف الظروف السياسية في البلاد، وتصاعد الأزمات داخله.