مع تكثيف البرامج الإنتخابية على الشاشات، سيما في الأسابيع القليلة الماضية، و«انفلاش» المرشحين على منابر البرامج السياسية الحوارية الصباحية منها والمسائية، حاولت هذه الشاشات تنويع حلبة المبارزة في البازار الإنتخابي، لتنتقل من الحوار الثنائي (مذيع/ضيف) على طاولة مستديرة، الى أخرى تعتمد تقنية المناظرة. ظاهرة بدأت تتبدى أخيراً على القنوات المحلية وحتى الأجنبية التي تخصص حيزاً للإهتمام بالشأن اللبناني. فقد أطلقت lbci، في بداية الشهر الحالي برنامج «راس براس» الذي يتكئ على مبدأ التناظر بين مرشحين اثنين من الدائرة الإنتخابية نفسها، فيما حوّلت «الجديد» برنامج «بتفرق ع وطن» الذي كان معداً لنقاش قضايا محورية داخلية شائكة، الى حلبة تناظر بين أكثر من مرشح (قد يصل عددهم الى أربعة من الدائرة الإنتخابية الواحدة). هكذا، خضع الاستديو لتعديلات كي يتناسب مع عدة المناظرة بين المرشحين، ووُضع لكل منهم توقيت لا يتعدى الدقيقة ونصف الدقيقة، في وقت كانت تقلب فيه «الحرة» وتحديداً برنامج «المشهد اللبناني» (تقدمه منى صليبا)، الفورما الخاص به، ويحول الحلقات الى سلسلة مناظرات بين مرشحين من أحزاب وقوى «تغييرية». إذاً مشهدية بدأت تتسلل بشكل أكبر عبر هذه الظاهرة الى القنوات اللبنانية، على طريقة «الديمقراطية» الغربية، في عرض الآراء لإقناع الجمهور المتجه الى صندوق الإقتراع، لكن، كما هي الحالة اللبنانية، تتحول هذه المناظرات الى مجموعة مناوشات بين المرشحين، ويصار الى استثمارها ونشرها على السوشال ميديا شحذاً للإثارة.