باهتة مرت ذكرى الحرب الأهلية في لبنان التي وضعت أوزارها قبل 47 عاماً. فقد أثقلت الأوضاع المعيشية الصعبة كاهل اللبنانيين إلى درجة أنهم استذكروا هذه المحطة الأليمة من تاريخ لبنان بصورة عابرة من دون التمعن بعبرها، الى جانب الإنهماك بالتحضير للإنتخابات النيابية على بعد أقل من شهر من الآن. هكذا، اعيد إطلاق الوسم الشهير «#تنذكر_ما_تنعاد» على منصة تويتر. وضمن مساحته التفاعلية، نشرت مجدداً أبرز الصور الفوتوغرافية التي توثق للحرب ولمقاتليها، ولمآسيها الإنسانية. مساحة استحوذت عليها بعض الأحزاب التي شاركت في الحرب وفي رصيدها آلاف الضحايا، سيما «القوات» و«الكتائب» ، الى جانب شخصيات حزبية وأخرى مرشحة للإنتخابات استغلت الذكرى للترويج لبرنامجها السياسي. وتبقى المحطة الأقسى في هذه الذكرى، ملف المفقودين الذي ما زال جرحه مفتوحاً الى اليوم، مع استذكار هؤلاء وعوائلهم المنتظرين منذ أكثر من أربعين عاماً. باختصار، حلّت الذكرى السابعة والأربعين للحرب الأهلية ثقيلة، وتكاد تنسى وسط الأزمات التي عصفت باللبنانيين، ولا شك في أن آثار تفجير المرفأ (2020) أسهم في إعادة جزء من صورة الحرب وما حلّ بالعاصمة من دمار وضحايا. مشهدية ركز عليها الناشطون الذين أكدوا بأن الحرب الأهلية لم تنته، بل ما زالت مستمرة ولكن بصور مختلفة.