في وقت بلغت فيه المناصرة الإلكترونية لمخيم «جنين» أوجها، مع أوسع مشاركة فلسطينية وعربية في وسوم دعمت المخيم الفلسطيني واستبسال أهله في وجه جيش الإحتلال الإسرائيلي الذي اقتحمه أمس، كانت القنوات الخليجية كما دأبت في الفترة الأخيرة، تظّهر السردية الإسرائيلية، وتضع في الميزان عينه المحتل والمدجج بالسلاح، مقابل الفلسطيني المغتصبة أرضه. مع انتشار الوسوم الداعمة لأبطال «جنين» على تويتر، ودعم مقاوميه الذين واجهوا الإحتلال أمس، لدى اقتحامه ومحاصرته، ذّكرت هذه التغريدات بما حصل قبل 20 عاماً، من تسجيل المخيم الفلسطيني الشوكة القاسية في حلق الإحتلال من خلال مقتل 13 جندياً اسرائيلياً قام بعدها الإحتلال باقتحام المخيم وهدم البيوت فوق رؤوس قاطنيه. التحشيد الإلكتروني المترافق مع إعلان النفير في «جنين» وباقي مدن «الضفة الغربية»، قابلته تغطية خليجية مخزية، على رأسها شبكة «سكاي نيوز» الإماراتية، التي عنونت تغطيتها بـ «فلسطين-اسرائيل»، وراحت تساوي ما بين الفلسطينيين وقوات الإحتلال، وتبرر الهجوم الإسرائيلي على المخيم، بالقول بأن الجنود «اضطروا الى الرد بعد إطلاق الفلسطينيين النار عليهم». و«طمأن» التقرير الى أنه لم «تقع اي اصابات في صفوف الإسرائيليين»، وكرر ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت من اعطائه «الحرية المطلقة» للجنود الإسرائيليين بالتحرك داخل المخيم.
وعلى مقلب «الجزيرة»، كانت القناة القطرية تتابع عن كثب ما يحصل داخل الأراضي الفلسطينينية، عبر مراسلها سمير أبو شمالة، الذي وصف في تقرير له، المعتقلين الفلسطينيين بـ «المطلوبين». وقال إن قوات الإحتلال الإسرائيلي عثرت على اسلحة إبان اقتحامها المخيم. والمعلوم أن تغطية «الجزيرة» تراوح بين دعم الفصائل الفلسطينية، وبين فتحها الهواء للإحتلال، ونقلها لتصاريحه، ولعل أبرزها ما أعلنه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي عن إنتهاء «العملية العسكرية» في جنين، ونية الإحتلال هدم منزل الفدائي رعد حازم بعد اعتقال والده. من جهتها، بررت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، اقتحام المخيم، وقالت أنه جاء على خلفية «قيام مسلحين من شمال الضفة بتنفيذ سلسلة عمليات داخل إسرائيل»، وأبدت امتعاضها من استقبال الفلسطينين قوات الإحتلال بـ «بالرصاص والحجارة»، واصفة ما حصل بـ «الإشتباكات» في محاولة منها لوضع الإحتلال واصحاب الأرض على قدم المساواة!