البلطجة الإعلامية... مارسيل نموذجاً
أُقفل الخميس الماضي، على حلقات «صار الوقت» على mtv، إيذاناً باستراحة شهر الصوم. أقفلت الحلقات مع فتحها ملف الأزمة الإجتماعية-السياسية بعيد الإنتخابات، مع مجموعة شبان يمثلون الأحزاب وما يسمى بـ «المجتمع المدني» و«الثورة»، مع تسجيل مقاطعة «التيار الوطني الحر». لكن فصول البرنامج السياسي لم تنته. قبل حفلة الختام، صعد مارسيل غانم الى منبره، وأعلى من لهجته حيال القاضية غادة عون، التي وصفها بـ «قاضية البلاط»، بعدما قدمت شكوى بحقه بجرم القدح والذم والتحقير. كما شملت الشكوى محامي mtv، مارك حبقة، الذي ظهر في حلقة سابقة، واستكمل هجومه على عون. من يقرأ مضمون ما تلاه غانم على الهواء وقتها، من تعابير تحقيرية بحق القاضية، ونفس استعلائي واضح يستفيد من سلطة منحها لنفسه، لا بد من أن يقف عند هذه الحادثة، التي تتكرر مع غانم وبرنامجه سواء «كلام الناس» أو «صار الوقت». مع منح الإعلامي اللبناني لنفسه صفة الإستقواء والتعالي على القضاء وتحويل برنامجه الى منصة تصيب بسهامها خصومه السياسيين، وتحرض ضدهم ضمن ماكينة باتت معروفة، بات سهلاً عليه الخروج بهكذا مضمون عالي اللهجة، يتحدى الجسم القضائي، لا بل راح يكرر الجرم الذي أدعي في الأصل عليه. نحن أمام ظاهرة لافتة في الإعلام اللبناني، الغائبة عنه في الأصل أدوات المحاسبة والمراقبة، يقودها مارسيل غانم. كلما استدعي الى القضاء، يحوِّل قضيته الى قضية رأي عام واستهداف للمحطة، و«للأحرار» كما تردد في الآونة الأخيرة. إدعاء القاضية عون على غانم، كشف النقاب عن هشاشة النظام اللبناني الذي سمح لإعلامي أو لوسيلة إعلام بأن تصنف نفسها فوق القضاء، لا بل تدرج أي استدعاء او مساءلة ضمن الإستهداف و«استكمال ما كان يفعله الإحتلال السوري في لبنان» كما جاء في أحد تقاريرها الإخبارية الأخيرة، أو تصفه بـ «الجريمة الأقسى» من جريمة «أنصار»، وبتعمد «العهد» انتهاج «الأرض المحروقة وفق نظرية علي وعلى اعدائي يا رب» حسب إحدى مقدمات نشرات أخبارها! ليست المرة الأولى التي يحاول فيها غانم ومن خلفه المحطة، تكريس ظاهرة الاستقواء على السلطة والقضاء، والتلطي خلف شعارات حرية الإعلام واستهدافه، بل سبق له أن مثل عام 2018، على خلفية دعوى قدمها وقتها الوزير السابق سليم جريصاتي لدى استضافة «كلام الناس» (lbci)، لصحافيين سعوديين قاما بالتطاول على رئاسة الجمهورية وبعض الشخصيات السياسية، وحولها آنذاك الى قضية حريات. وفي الأشهر الماضية، لم تسلم وزيرة العدل السابقة ماري كلود نجم من تهجم غانم عليها، إذ أطلق عليها وقتها وصف «وزيرة البلاط» ولم يتوان عن التهجم عليها، لا بل أكثر استخدم أسلوبه الذكوري في أحيان كثيرة في تحقير نجم والتدخل في حياتها الشخصية!.