مع فورة البرامج الخاصة بالإنتخابات النيابية، تعيش lbci حالة من الإزدواجية. القناة التي أطلقت الأسبوع الماضي، برنامج «نص المزح جد»، حيث روّجت لما يسمى «قوى التغيير»، طرحت أمس، برنامج «حوار المرحلة» الأسبوعي مستقدمة الإذاعية رولا حداد، الآتية من تجربة حزبية «قواتية». المحطة ارتأت استضافة الوزير السابق فؤاد السنيورة، الإسم الذي دوى طويلاً في هتافات «17 تشرين»، والتصق بالفساد وسيق وقتها الى القضاء بعد إنفاقه 11 ملياراً من أموال خزينة الدولة. في الحلقة (50 د)، بدت حداد غير متمكنة من التقديم التلفزيوني وأخذت تقرأ مطولاً في أوراقها، عن السنيورة بصفته «فرض نفسه كرجل للمرحلة» بعدما وقعت البلاد في «أخطر مرحلة في تاريخها»، وتحتاج -بحسب حداد- الى «رجال دولة»! تعرّف حداد عن برنامجها بأنه «نموذج جديد لحوار عميق من دون شعبوية»، فيما يتضح من سياقه أنه لا يقيم وزناً لأي موضوعية في الحوارات السياسية التلفزيونية. إذ تقحم حداد نفسها في التعليق والأحكام، والهجوم على أطراف سياسية محددة، كـ «حزب الله» على سبيل المثال، وقد كررت مراراً هجومها عليه واتهامه بالتسبّب في انهيار الدولة، وبسيطرته على المؤسسات. الحلقة التي قاربت محاور الكباش ما بين السلطة والقضاء والمصارف، وفراغ الساحة السنية، وأيضاً الإنتخابات النيابية، و«الإصلاح»، هاجم فيها السنيورة القضاء الذي «يستخدم لأجل غايات سياسية»، وبرّز نفسه كرجل منزّه عن الفساد، ويضحي لأجل بلاده. هكذا، أفسح في المجال أمامه ليمرر صورة مغايرة عن نفسه، ويصف عمله بـ «الوطني» ويسرد لـ«إصلاحاته» منذ دخوله الشأن العام، بعد أن كررت حداد هنا للمشاهدين بأن السنيورة «واكب محاولات إصلاحية كثيرة»، فيما دعا الأخير اللبنانيين الى التصويت بكثافة في الإنتخابات، «لإنهاء الفساد السياسي»! هكذا، وبساعة تلفزيونية، تلمّع صورة السنيورة من جديد، وتوقع المحطة نفسها في مستنقع ترويجي دعائي سياسي، وتخرج برنامجاً لا يختلف عن غيره من البرامج الحوارية السياسية، لا بل يتوغل أكثر في التسييس ورمي الإتهامات جزافاً من قبل الضيف والمضيف معاً، في وقت لم تتضح فيه أسباب خوض lbci، مغامرة مماثلة، بعدما سيّرت خطوطها على متن أجواء «التغيير» ومفاعيل «17 تشرين» وقررت وضع مسافة بينها وبين باقي الشاشات المتخندقة!