كلما تقدمت القاضية غادة عون في ملف المصارف والتضييق على أصحابها وصولاً الى توقيف شقيق حاكم «مصرف لبنان» رجا سلامة، كلما علا صراخ القنوات الإعلامية وتهويلها على اللبنانيين. مع الحجر على موجودات «فرنسبنك» وتوقيف سلامة بجرائم تبييض الأموال والتدخّل في الإثراء غير المشروع وتبديد المال العام، كنا أمس أمام هجمة إعلامية شرسة مركزة على عون، واتهام الأخيرة بتنفيذ أجندة سياسية قبيل أيام من الإستحقاق الإنتخابي. فقد تصدرت mtv، أمس المشهد، وعلت نبرتها حيال الخطوات القضائية بحق المصارف وسلامة، وراحت تشكك في توقيت هذا التحرك، وتحيله سياسياً الى «العهد» بهدف «تلميع صورته (..) والإيحاء بأنه عهد الشفافية والنزاهة ومحاسبة الفاسدين»، كما أوردت في مقدمة نشرة أخبارها أمس. المحطة، اتهمت «التيار الوطني الحر» بـ«تطيير الإنتخابات»، عبر الإستعانة بالقاضية عون، التي «تركز على المصارف والقطاع المصرفي». وفي استديو الأخبار، استضافت القناة للمحلل «القواتي» طوني أبي نجم، الذي اتهم القاضية أيضاً بتطيير الإنتخابات، وبدفع المصارف الى الإقفال العام وبالتالي تعطيل المسار الإنتخابي. أبي نجم رفع سقف هجومه السياسي على التيار البرتقالي، واتهم رئاسة الجمهورية بـ«تفجير الشارع»، و«إحراق جميع اللبنانيين»، بعدما أشاد برياض سلامة، و«الرفاهية» التي عاشها اللبنانيون في عهده! وفي الفترة المسائية، ظهر مارسيل غانم في برنامج «صار الوقت» وحوله احتشد 250 شخصاً في الاستديو، قام بالترحيب الحار بهم، بعد غياب نسبي لهؤلاء بسبب إجراءات كورونا. ظهر غانم ومن خلفه شاشة عملاقة تتصدرها عبارة Bank، وراح يتحدث عن «دولة حزب الله»، التي «أطلقت يد» القاضية عون، تجاه المصارف، قبل الإنتخابات، وراح ينعي أموال المودعين التي بقرار عون «قضت على ما تبقى من أموالهم إرضاء لأسيادها». وضمن الفقرة التحليلية لجورج غانم، كرّر المعزوفة عينها، وأكد أن أموال المودعين قد تبخرت، ودافع عن رياض سلامة بقوله إنّ «إدانة حاكم المركزي يعني إدانة للدولة». في مقابل صراخ mtv، إزاء ما يحصل للمصارف، اعتبرت otv أن هذه الجهات ومن ضمنها قناة «المرّ» طبعاً، تطالب بالقضاء، وعندما يتحرك، تنطلق معه حملات «التسييس والتشكيك من أبواق إعلامية وسياسية باتت معروفة». وفي مقدمة نشرة أخبارها أمس، انتقدت القناة اتهام القاضية بالتسييس ومحاولة تأجيل الإنتخابات، معتبرة أن القضاء وحده مسؤول عن «تجريم المجرم وتبرئة البريء بلا تعليب للقرارات وبلا أحكام مسبقة».