أعلنت قناة «دويتشه فيله» (DW) الألمانية الناطقة بالعربية عن فتح باب التوظيف لمدير لمكتبها في بيروت. فقد بات معروفاً أن المحطة الالمانية قرّرت قبل شهرين تقريباً فصل المدير السابق لمكتب بيروت باسل العريضي ومجموعة من المتعاقدين المناصرين للقضية الفسطينية بحجة «معاداة السامية». تلك التهمة الشماعة جاءت بعد عملية تجسس مخابراتية على صفحات السوشال ميديا للعريضي وباقة من الموظفين العرب من مختلف الجنسيات. عملية الفصل جاءت بعد قرار لجنة التحقيق التي تألّفت من وزيرة العدل الألمانية السابقة زابينه لويتهويزر شنارنبرغر، والفلسطيني الصهيوني الهوى أحمد منصور. رغم إعلان القناة عن عملية تطهير الموظفين العرب المدافعين عن القضية الفلسطينية، لكنها لم تتواصل مع المصروفين للاتفاق على دفع تعويضات لهم، أو حتى تقديم تبرير رسمي حول أسباب صرفهم. أدارت المحطة ظهرها للاعلاميين، ضاربة بعرض الحائط قوانين العمل وأخلاقيات التوظيف ومبادئ الحرية التي ترفعها دائماً، مما دفع العريضي وزميله الاعلامي داود ابراهيم قبل أيام قليلة، إلى الإعلان عن رفع دعوى ضدّ القناة في المحاكم اللبنانية.
في هذا السياق، لم تنتظر قناة «دويتشه فيله» (DW) الألمانية الناطقة بالعربية، إقفال ملفّ الاعلامي اللبناني لفتح صفحة جديدة في التوظيف، بل تصرّفت كأنّ شيئاً لم يكن. فقبل يومين تقريباً، نشرت المحطة على صفحاتها الرسمية طلب بحث عن اعلامي لبناني ليدير مكتبها في بيروت. بالطبع، وضعت القناة شروطاً عدة للتوظيف من بينها أن يكون اعلامياً وملمّاً بالوضع في لبنان. لكن في آخر الطلب، وضعت القناة ضمن شروط التوظيف، فقرة باللون الاسود العريض والغامق قائلة «إن هذه الوظيفة تشترط أن يتوافق المتقدّم مع القيم المنصوص عليها في قانون «دويتشه فيله». نحن نعارض كل شكل من أشكال التمييز والعنصرية ومعاداة السامية».
بهذه العبارة تكون المحطة قد أعلنت علناً أنها تبحث عن إعلامي يغضّ الطرف عن القضية الفلسطينية ولا يهاجم العدو الاسرائيلي سواء بتغريداته أو عبر موقفه وكتاباته. وتلفت المعلومات لـ «الأخبار» إلى أن القناة بدأت تستقبل متقدّمين للمنصب، على أن يخضعوا لإمتحان في الايام القليلة المقبلة من قبل لجنة من القناة ستصل قريباً إلى بيروت. في النهاية، سيتمّ الإعلان عن الاعلامي الذي سيتبوأ منصب مكتب بيروت ليحلّ مكان العريضي.