منذ انفجار الرابع من آب (أغسطس) 2020 وlbci تحيّد نفسها عن اللعبة السياسية الداخلية، وتحديداً الحزبية. ركبت المحطة سريعاً الموجة الشعبية، وأعلنت إيقاف النقل المباشر للخطابات السياسية. قرار عادت وخرقته بطريقة استنسابية. على أبواب الإنتخابات النيابية، تدعم القناة اليوم ما يسمى بـ «قوى التغيير» ومتفرّعاتها، وتروّج لها في برامجها السياسية ونشراتها الإخبارية على الرغم من تشرذمها وتناقض أجنداتها حيال الاستحقاق النيابي، وحملها لشعارات التغيير، ومدّها اليد في الوقت عينه إلى أزلام السلطة في سبيل التحالف الانتخابي! إزاء هذه المشهدية، يبدو واضحاً تسللّ هذه الأجندة إلى منافذ أخرى كالدراما والبرامج الحوارية. مع انتهاء حلقات مسلسل «بكير» (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي) الذي تناول قضايا تخص المرأة وتمكينها وأطلّ على زواج القاصرات وأحوال الطلاق وعمالة الأطفال وغيرها، أُسدل الستار على عمل مدعوم من الإتحاد الأوروبي وبرامج تابعة لمنظمات غير حكومية. علماً بأنّ القائمين على المشروع يشيرون في نهاية شارته إلى أنّ مضمونه «لا يعكس بطبيعة الحال وجهة نظر الاتحاد الأوروبي». وبدا لافتاً أنّه ضمّ شخصية «ناشط مدني»، تظهر للمرّة الأولى في الدراما اللبنانية.هكذا، تتراءى أمامنا المشاريع المموّلة من الخارج والتي تحمل أجندات مختلفة تخصّ قضايانا المحلية، أبرزها ما تتعرّض له النساء من عنف مجتمعي وقانوني، وما يحيط بهنّ من معضلات جمّة، إضافة إلى حقوقهنّ السياسية ووصولهنّ إلى الندوة البرلمانية. مسلسل «بكير» ليس الوحيد في هذه الحلبة، فقد عاد وظهر اسم مرشليان مجدداً في برنامج «50/50 بالسياسة» الذي تتشارك إعداده مع الإعلامي سامي كليب. البرنامج الذي تدعمه جمعية «50/50» المندرجة ضمن الـ NGOs، وتعرضه lbci، يركّز على الوجوه النسائية المرشّحة للانتخابات، مخصّصاً مساحة أسبوعية لهنّ. في الحلقات، لا تظهر مرشليان بوضوح، في الوقت الذي يبقى صوتها حاضراً في التقارير المروّجة للمرشّحات، والتي تصوّر جوانب شخصية وخاصة جداً من حيواتهنّ. هكذا، تتجنّد السيناريست اللبنانية لمناصرة المرأة على طريقة المنظّمات غير الحكومية والتمويل الخارجي، لتطلّ عبر الدراما والبرامج وتحقق أهدافها!