بحفاوة عالية، تعاطى الإعلام الخليجي مع زيارة رئيس كيان الإحتلال اسحق هرتشوغ الى الإمارات. الزيارة التي تستمر يومين، تأتي بعيد ابرام الإمارات اتفاقية التطبيع مع الإحتلال قبل عامين، وتبادلها الزيارات والسفارات. وقد التقى فيها هرتشوغ ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ومسؤولين إماراتيين آخرين. هكذا اكتسى «قصر الوطن» الإماراتي في أبو ظبي، بالأعلام الإسرائيلية، ومعه واكب الإعلام الخليجي لهذه الزيارة، وروّج لطابعها «النوعي»، و«التاريخي»، وسط ظروف أمنية غير مسبوقة تزنر الإمارات، من خلال استهداف جماعة «أنصار الله» لأبو ظبي ودبي. فقد ركزت شبكة «سكاي نيوز عربية»، على أهمية هذه الزيارة، في تحقيق «الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط» ، وفي مساعدة الكيان للإمارات في «التصدي» لما تتعرض له من خضات أمنية، وأيضاً في تجسيد رؤية مشتركة بين الطرفين، وانعكاسها بالتالي على تعزيز العلاقات على أمن المنطقة. سياق إعلامي يتعمد تحييد عدوانية كيان الإحتلال، واستبداله بقوى أخرى توصف اليوم بـ«الإرهاب»، وتحشد الإمارات في المقابل دولياً لمساعدتها في مقارعتها. من جهتها، كررت «العربية» مضمون كلام الرئيس الإسرائيلي الذي عبرت طائرته الأجواء السعودية، وإشادته بولي عهد أبو ظبي، وتمنّيه بـ «أن يعم السلام المنطقة». وذكرت كذلك، بخطاب الإمارات التطبيعي الذي يدعو الى اعتبار «الحوار السبيل الوحيد لتعايش شعوب المنطقة». أما «الجزيرة»، فقد طمأنت فور إطلاق «الحوثيين» صاروخاً أمس، على أبو ظبي، بأن الرئيس الإسرائيلي «بعيد عن الخطر»، واستجلبت لهذا الأمر مدير مكتبها في القدس وليد العمري، للوقوف على التطور الأمني في الإمارات، فما كان منه الا أن أكد أن زيارة الرئيس الإسرائيلي مستمرة، وأن الصاروخ لو كان يسعى لإستهدافه، لكان اتخذ قراراً عاجلاً بمغادرة الإمارات!. ولفتت القناة القطرية الى وقوف «اسرائيل» الى جانب الإمارات «بوجه الإرهاب»، والى اهمية الزيارة «الأولى من نوعها» التي تسعى الى «تعزيز العلاقات مع دول الخليج». كما أعادت استذكار الخطوات التطبيعية بين الكيان والإمارات من فتح للسفارات والزيارات المتبادلة، وعرّجت في برنامج «الحصاد» على دخول «اسرائيل» في المنظومة الأمنية لدول الخليج. إزاء هذا التطبيل الخليجي لزيارة رئيس كيان الإحتلال للإمارات، كان لافتاً داخلياً، أداء قناة lbci، حيال هذه الزيارة، ودخولها في مدار الترويج والتطبيع مع الإحتلال. فقد توقفت في مقدمة نشرة أخبارها أمس، عند هذه الزيارة، والحفاوة التي استقبل بها هرتشوغ، و«تبني رؤية مشتركة لإستقرار المنطقة»، واتخاذ «موقف حازم ضد الميليشيات والقوى الإرهابية». وراحت تسمي الحوثيين بوصفهم إرهابيين، ومدعومين من ايران على حد وصفها. وفي التقرير الإخباري (تمارا شقير)، وصفت المحطة هذه الزيارة بـ«الصفحة الجديدة التي تفتحها الإمارات مع اسرائيل»، وتسعى من خلالها الى «تعزيز العلاقات مع دول الخليج». كما لفت التقرير الى أن «الشرق الأوسط بدأ عهداً جديداً»، وراح يكرر الكلام الإسرائيلي الذي يشيد بحاكم أبو ظبي.