صمت مارسيل غانم أياماً، بعيد حادثة وزير الإعلام جورج قرداحي التي افتُعلت بعدها أزمة سياسية وديبلوماسية مع الخليج، ليخرج أمس، ضمن برنامج «صار الوقت» (mtv)، ويخصص حلقة امتدت على ثلاث ساعات من الوقت. حلقة خاصة بعنوان «لبنان والخليج توتر على حافة الإنهيار»، «استنهض» فيها غانم نفسه وجنّد حلقته لشنّ هجوم واسع على «حزب الله»، وتقديم فروض الطاعة للسعوديين. حلقة خليجية بامتياز استضاف فيها غانم ثلاثة محللين سعوديين (حسين شبكشي ومحمد الساعد وخالد باطرفي). كما عمد الى احضار وفد من العشائر العربية في الاستديو، لمزيد من التطبيل للسعودية، الى جانب استجلاب شهادات للبنانيين يقطنون في السعودية، راحوا يتباكون على يحصل في لبنان، من مقاطعة خليجية له، سيما أنّهم «يعتاشون من خيراتها» كما قال أحدهم في مداخلة عبر تقنية فيديو. كذلك تخلل الحلقة عرض لواقع انتشار الجاليات اللبنانية في الخليج، وحجم التداول التجاري. في المقدمة التي افتتح فيها غانم حلقته، رفع السقف عالياً، وراح يردد عبارة «دويلة حزب الله» ويتحدث عن «العروبة» والتاريخ والجغرافيا التي يريد الحزب «استبدالها بالتبعية الى ايران» على حد تعبير غانم. في المقدمة أيضاً، قال غانم متوجهاً الى «حزب الله»: «يريدون اسقاط الأرزة واستبدالها بالزعفران الإيراني»، ولبنان بات «مقاطعة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية». هكذا، خلط غانم قضايا متشابكة عمل على ربطها بـ«حزب الله» كنقل الصواريخ وتصدير الكبتاغون، واستجلاب المازوت الإيراني «للمضاربة» على السوق اللبناني. ثلاث ساعات من الهجوم المركز على «حزب الله» قاده غانم أمس، مع ضيوفه السعوديين ومن داخل الاستديو، وسط دعوات الى «تحرير» لبنان من سطوته. وكان مضحكاً هنا، ما قاله المحلل السعودي خالد باطرفي، عن بيروت التي أصبحت كما قال، مدينة «بعيدة عن الليبرالية والديمقراطية»، يسودها «التوتر والقلق»، و«الرجعية»، نتيجة سطوة «العمائم السود» عليها. عبارات لا شك في أنها تبعث على السخرية، كون من يتحدث ويتنطح بها، لا تنطبق على بلاده، لا من قريب ولا من بعيد. هكذا، يبدو أنّه أعطيت الإشارة لـ«صار الوقت»، لشنّ أشرس الحملات الإعلامية التحريضية على «حزب الله»، محاطاً هذه المرة بجوقة من الخليجيين وأصحاب العقال السعودي داخل الاستديو، وسط ارتفاع منسوب المقاطعة الخليجية ودخولها قطاعات مختلفة في لبنان، وتصاعد الحملات الإعلامية الشعواء على محور المقاومة.