قد لا تقحم lbci، في أدبياتها ونشراتها الإخبارية تصويباً مباشراً على «حزب الله» لكنّها تعرف كيف تتعاطى بذكاء مع هذا الموضوع، بخلاف زميلاتها. تبتعد القناة عن التخندق السياسي المباشر، في المقابل، تمرر رسائل بطريقة ناعمة، من خلال برمجتها أو حتى إعلاناتها السياسية. lbci، التي لا تخفي علاقتها المباشرة بالسفارة الأميركية، وتعمد منذ أشهر طويلة، الى بث إعلاناتها السياسية، والترويجية بشكل فاقع، تبث هذه الأيام شريطاً ترويجياً جديداً استكمالاً لهذه السياسة. يضيء الشريط على مبادرة Full Bright، والإحتفاء بمرور 75 عاماً على تأسيسها. شريط يمتد على أكثر من دقيقة ونصف الدقيقة، تظهر فيه السفيرة الأميركية دوروثي شيا، متحدثة عن هذا البرنامج الذي يعطي منحاً للطلاب والأساتذة واصحاب المهن، ولا تنسى في نهايته تذكير اللبنانيين بأن الولايات المتحدة الأميركية، لطالما وقفت الى جانب لبنان، وساندته في «الشدائد»، و«التحديات الكبيرة»، وها هي اليوم، -بحسب الشريط- تقف معه في الأزمة الحالية. مضمون الإعلان السياسي المدفوع، لا يمكن فصله عن مسار تتخذه المحطة، لتشكل بوقاً للسفارة الأميركية والترويج لمشاريعها «الإنمائية» والخدماتية، في وقت تتورط فيه الإدارة الأميركية وأدواتها في احكام الحصار الإقتصادي والمعيشي على اللبنانيين. لا تكتفي المحطة ببث الإعلانات السياسية للسفارة الأميركية، والترويج لوجه «الإحسان» للإدارة الأميركية حيال اللبنانيين، بل كان لافتاً هذه الأيام، وبطريقة غير مبررة، إعادة المحطة لبث سلسلة Simplified. تقارير أطلقتها المحطة في نيسان (ابريل) الماضي، تدعي بأنها تضيء على مكامن الفساد في الدولة، لكن النتيجة تظهر بأن لا مسؤول فعلياً ومباشراً عن وصولنا الى هذه الأزمات. إذ تلجأ هذه التقارير الى لغة فضفاضة وعامة، لكنها تستخدم في المقابل لهجة مباشرة مع «حزب الله» الذي تخصص له مساحة معتبرة، من خلال التصويب عليه، واتهامه بأنه يندرج ضمن باقي التجار و«المافيات»، والإفادة من هذه الأزمة لخلق اقتصاد مواز. تقارير لا شك في أنها تستخدم اساليب التحريض والتضليل، بهدف ضرب صورة «حزب الله» وما توقيت إعادة بث هذه التقارير اليوم، سوى رسالة سياسية واضحة أميركية الصنع، في وقت تخرق فيه المقاومة الحصار باستجلاب سفن المحروقات الإيرانية، وتتدخل السفيرة الأميركية سريعاً «لإنقاذ» اللبنانيين والسماح باستجرار الكهرباء من دول عربية مجاورة!