حالة الهستيريا التي تلت إعلان أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله عن قدوم السفينة الايرانية، كانت قد بدأت طلائعها من السعودية. وبعد ذلك، بدأ يتردد صداها في الداخل اللبناني. قناة «الحدث» السعودية كانت من بين أولى الوسائل الإعلام الخليجية التي علّقت على قرار ابحار السفينة الإيرانية الى بيروت عندما أوردت في أخبارها العاجلة «زعيم ميليشيا حزب الله يعلن الحرب في لبنان عبر سفينة الوقود الإيرانية»، لتدشن بعدها في الداخل جوقة متكاملة تكرّر العبارة نفسها، وتحذّر من ادخال لبنان في العقوبات الأميركية وعزله دولياً. الشبكة السعودية اعتبرت أن ما يحصل يعدّ «خطيراً»، بخاصة بعد «حرب السفن» التي وقعت بين ايران و«اسرائيل»، في وقت لا يحتمل فيه البلد مزيداً من التصعيد العسكري في ظل أوضاع اقتصادية ومعيشية كارثية.
القناة التي تتهم «حزب الله» بالتهريب الى سوريا، راحت «تستنهض» وجوهاً سياسية لبنانية، تطل برأسها كلما أرادت المحطة تصعيد الخطاب ضد «حزب الله». هكذا، أطل وزير العدل السابق أشرف ريفي أمس، على المحطة السعودية، وادعى أن الأزمة تحلّ في ساعات عبر طرح ساذج، مفاده: رفع الدعم عن المحروقات ومساعدة الأسر الفقيرة، متهماً «حزب الله»، بتخزين المحروقات في مناطق البقاع، وأنه يريد «توريط لبنان» ويدخله في «مأزق» مع الدول الغربية. من جهته، خرج فارس سعيد أمس على «الحدث»، ليقول بأن «حزب الله» وضع لبنان بهذا القرار «خارج الزمن وفي عزلة دولية» وفي «مواجهة العالم». واعتبر أن «قبضة ايران تكبر من دون أن يكون هناك حالة مقاومة». الإستنفار الذي قادته الشبكة السعودية، مصحوباً بهستيريا واضحة، لم ينسحب بدوره على «الجزيرة» التي اكتفت باستعراض القضية، وطرح أسئلة حولها وكيف سيرسو على اثرها التعاطي الداخلي اللبناني مع السفينة، وكذلك علاقة لبنان بالإدارة الأميركية ومساعدة الجيش اللبناني. من جهتها، لوّحت «سكاي نيوز» الإماراتية بخطورة مجيء السفينة، وما يمكن أن تشكله من «عقوبات على شاكلة تلك التي تخضع لها فنزويلا».