أعاد الحدث التونسي، الذي قلب البلاد قبل أيام قليلة، الأنظار الى الصراع السعودي الإماراتي/ القطري، إذ تجلى في تغطية ومتابعة ما يحدث في تونس، مع اتخاذ الرئيس قيس سعيد مجموعة قرارات مصيرية في البلاد تجلت في حلّ البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، الى جانب اقالة الحكومة وفرض حظر التجول لمدة شهر. أمس، ومع تصاعد التظاهرات الشعبية أمام البرلمان، وتزامنها مع خطوات رئاسية أطاحت بالبرلمان والحكومة على حدّ سواء، تحركت قوات الأمن بزيّ مدني واقتحمت مكتب «الجزيرة» وأخرجت طاقمها من هناك، الى جانب منع تلفزيون «العربي» المموّل قطرياً من التغطية أمام البرلمان. خطوة أثارت انقساماً في الأوساط الإعلامية والحقوقية، تضاف الى انقسام سياسي حول الحدث التونسي، الذي وصفته «سكاي نيوز» الإماراتية بــ «الزلزال»، وبـ «الضربة القوية الى تركيا»، ودعمته «العربية» واعتبرت أن ما فعله الرئيس التونسي بمثابة «قلب الطاولة»، في مقابل وصف «الجزيرة» لما حصل بـ «الإنقلاب الناعم»، وإعلانها «وفاة الديمقراطية»، في تونس، واعتبار قرارات الرئيس التونسي، بأنها «خيانة الناخبين»، وتمثل «الثورة المضادة». هكذا، تشرذمت المعايير والتغطيات الإعلامية الخليجية، حيال الحدث التونسي، وانقسمت سياسياً كما حدث في مصر، قبل 8 سنوات، بعيد الإطاحة بحسني مبارك، وتولي محمد مرسي سدة الرئاسة، والإنقلاب العسكري الذي حدث بعدها، مع مجيء عبد الفتاح السيسي رئيساً للبلاد. هكذا، يعاد السيناريو نفسه، مع مصطلحاته، وتتظهر أكثر فأكثر أزمة «الإخوان المسلمين»، مع كل من السعودية والإمارات، ولا تبتعد كذلك البرامج الساخرة عن هذا الإطار، إذ تولى أمس، برنامج «جو شو» الذي يبث على قناة «العربي» السخرية من الرئيس التونسي وووصف ما حصل بـ«الإنقلاب».