الاعلام فقدَ أخلاقه: باباراتزي يلاحق عماد حويلي

  • 0
  • ض
  • ض
الاعلام فقدَ أخلاقه: باباراتزي يلاحق عماد حويلي
صورة تم تداولها لحظة وصول الاب إلى المطار

لم يكن ينقص عائلة حويلي المفجوعة بوفاة الأم فاطمة قبيسي وبناتها الأربع زهراء، آية، ليا وتيا وجارهم الشاب حسين علي زين، جراء حادث السير الأليم على طريق السعديات، سوى الدخول في تفاصيل وصول الوالد عماد حويلي إلى مطار بيروت الدولي. فقد وصل الأمر بالإعلام والصفحات الافتراضية، إلى تصوير طأطأة الوالد المفجوع بخسارة عائلته دفعة واحدة، والتوقف عند ردّة فعله عند هبوط طائرته العائدة من الاغتراب ولقائه الأحبة والمقربين. هكذا، قرّرت «هادي برودكشن» (شركة إنتاج تعرض فيديوهات وتحقيقات على المنصات)، عرض فيديو مصوّر يتابع وصول عماد إلى المطار قبل ساعات، وإستقباله من قبل أصدقائه والمقرّبين منه والطبطبة على كتفيه لمواساته بمصيبته الكبيرة. فقد تمركزت كاميرات «هادي برودكشن» في قسم الإستقبال في المطار، ناقلة للمتابعين لحظة بلحظة وصول الوالد إلى بيروت، وعلامات الحزن والتأثّر ظاهرة على ملامحه. راحت الكاميرا تركّز بـ zoom على وجه الوالد المكلوم وجسده النحيل وعنونت الفيديو «لحظة وصول والد ضحايا حادث السعديات الشهداء الخمسة إلى مطار بيروت ورسالة مؤثرة من أخيه ودعوة لكل لبناني. عذراً يا أبي لم نكن في الإنتظار». أرادت «هادي برودكشن» التي يتابعها آلاف اللبنانيين على الفايسبوك، أن تكون السبّاقة في «القبض» على وجع الوالد لحصد أكبر عدد من المتابعين، بحثاً عن الإثارة على السوشال ميديا. بالفعل، حققت شركة الانتاج اللبنانية آلاف المشاهدات ومئات التعليقات. بهذه الخطوة، إستغلت الشركة حزن حويلي الذي تردد أنه يعاني من مشاكل صحية، لنشر الفيديو على أوسع نطاق، مع تعليق يثير المشاعر. فما هي الفائدة الاعلامية من نشر فيديو حزين لوالد أرهقته الغربة، وبدل أن تستقبله عائلته في المطار بالورود الحمراء، نثر الورد الأبيض على قبرها؟ على الضفة نفسها، إنتشر على صفحات السوشال ميديا وبعض المواقع الاخبارية (من بينها موقع «بنت جبيل») صورة قيل بأنها للوالد وهو يجلس منتظراً دوره للخروج من المطار. وراحت المواقع تعنون على الصورة بعبارات حزينة، لجذب القارئ وفتح الخبر. ليست المرة الأولى التي ينسى فيها بعض الاعلام أخلاقياته، وينتهك الخطوط الحمر ويدوس على أوجاع الناس بهدف واحد: تحويلها إلى أرقام مشاهدات في البازار الافتراضي.

0 تعليق

التعليقات