ما زالت تتوسع رقعة تداعيات اغتيال الناشط لقمان سليم، التي حطّت بقوة على الإعلام المحلي. منذ أسبوع، بدأت بعض الشاشات المحلية، باطلاق حملة منظمة ضد «حزب الله» واتهامه بالضلوع في هذه الجريمة. لعلّ ذروة هذه الحملة، كانت يوم الإثنين الماضي مع برنامج «حكي صادق» الذي اتهم مباشرة الحزب بهذه الجريمة، وباغتياله صحافيين لبنانيين آخرين. الحلقة التي أحدثت ضجة واسعة، وغضباً عارماً على منصات التواصل الإجتماعي، دفعت رئيس «المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع» عبد الهادي محفوظ إلى التحرّك المتأخّر، إذ أصدر بياناً هزيلاً قال فيه بأنه اتصل برئيس مجلس إدارة mtv، احتجاجاً على ما ورد من اتهامات واصدار احكام من دون أدلة ضد «حزب الله». ولفت البيان الى أن المرّ لم يطلع على مضمون الحلقة مسبقاً، إذ كان يخضع لعملية جراحية في المستشفى. ونقل عن لسانه «حرصه على المهنة الأخلاقية والتزام محطته بقانون المرئي والمسموع». وقبل تحرك المجلس، كانت «المنار» تخرج للمرة الأولى عن صمتها، وتخصص مقدمة نشرة أخبارها، متوجهة الى قناة «المر»، واصفة ما بثته بـ «الإنفلات الإعلامي والأخلاقي»، وتلاعب بكلام أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وتوليفه على أنه هدّد بالقتل معارضي الحزب. واعتبرت أنّ ذلك يندرج ضمن الإفتراء والتلفيق والقص والتلزيق والتحريض. ومع تعمد mtv حذف الحلقة الأخيرة من البرنامج عن موقعها الالكتروني، وتبيان بأن ما حصل لم يكن مقصوداً، استمرت المحطة في برامجها الحوارية السياسية وكذلك في تقاريرها الإخبارية، مصوبة السهام على الحزب في قضية سليم. آخر الفصول ما حصل أمس في حلقة «صار الوقت» الذي استضاف وجوهاً «شيعية معارضة» للحزب، وأصرّ على أن يكون الإتجاه واحداً في التصويب على بيئة المقاومة، واتهام الحزب في عملية الإغتيال، وتفجير المرفأ، مع تغييب للرأي الآخر. ومع كل هذا الجنون الذي تتنطح به بعض الشاشات، أقدم أصحاب الكابلات أمس على قطع بث قناة mtv، في مناطق الضاحية والجنوب والبقاع. واختلفت الآراء هنا، حول صوابية هذه الخطوة، وعدم ترك الخيار للمشاهد للمقاطعة، كما حصل مع زميلتها «الجديد» التي حجب بثها في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، على خلفية تشويه صورة «حزب الله» إبان التظاهرات الشعبية التي عمّت المناطق اللبنانية بعيد 17 تشرين.