لعلها من المرات النادرة التي يصاب بها جورج غانم بالإرتباك الشديد على الهواء، فالمهمة هذه المرة لم تكن سهلة، في الدفاع عن حاكم «مصرف لبنان» رياض سلامة. في حلقة «صار الوقت» أمس على mtv، خصص غانم فقرته الأسبوعية، للإضاءة على التحرك القضائي السويسري الأخير بحق سلامة، والاستماع اليه لبنانياً عبر مدعي عام التمييز غسان عويدات. في القضية باتت معلوماتها في متناول الجميع، والتهم الموجهة الى الحاكم وشقيقه ومساعدته، حول تحويلات مالية، واختلاسات وعملية تبييض الأموال، لكن غانم لم يرد إعادة تسميتها من جديد. راح يؤكد بأنها «ادعاءات غير صحيحة»، علماً أنه أوقع نفسه في الفخ، عندما قال بأن المعلومات الواردة من سويسرا لا يطلع عليها سوى رئيسيّ الجمهورية والحكومة ووزيرة العدل ومدعي عام التمييز. ومع ذلك، أكد أن المحتوى المسرّب الى «الأخبار» غير صحيح، فكيف يجزم غانم بهذا الأمر، ولم يكن ضمن الأشخاص المطلعين بشكل مباشر على الملف القضائي السويسري؟ اتهامات القضاء السويسري التي طالت أيضاً شركات يملكها «المصرف المركزي» راح غانم يفنّد كل شركة بالاسم، ويحاول تبرئتها، وحتى إنه سعى الى إغفال المشاهد عندما سأل بطريقة تحمل نوعاً من السذاجة كيف أن «شركة طيران الشرق الأوسط تبيضّ أموالاً»؟. وبعد تشكيكه بالتوقيت الذي خرجت فيه هذه القضية القضائية اليوم، أكد أن أي عملية تقام في «المركزي» لا بد من أن تخضع لرقابة وتمر على مجلسه، مع تنويهه بحرية سلامة في استثمار أمواله التي جناها، مع سماح القانون له بذلك. وختم غانم فقرته التي امتدت لنحو 18 دقيقة، ببث مزيد من التهويل وامكانية تدمير البلد عبر افتعال هذه القضية، وفقدان لبنان الثقة في ايداع الأموال في المصارف. هكذا، أتم غانم مهمته، في المرافعة الدفاعية التي قادها أمس على الشاشة، وهو الذي يعلم جيداً –وهذا ما بدا أصلاً في ارتباكه بأن كلامه لن يصدقه أحد مهمها اختلق من حجج أو حاول ايهام المشاهد ببراءة الحاكم وحاشيته.