استطاعت حلقة «ما خفي أعظم» التي بثت أخيراً على «الجزيرة» تحت عنوان «شركاء التجسس»، إثارة جدل واسع حول عمليات الاختراق التي نفذها البرنامج الإسرائيلي «بيغاسوس» لصالح جهات إماراتية. إذ قام بقرصنة 36 هاتفاً لصحافيين وناشطين جلّهم يعملون في «الجزيرة» ومع جهات إعلامية معارضة للنظام الإماراتي. الحلقة التي وصلت أصداؤها إلى الصحف العالمية واستغرقت عاماً كاملاً من البحث وتقصي البيانات، كشفت تفاصيل حصول عملية الاختراق، من خلال ثغر إلكترونية متطورة غير معهودة من قبل في عالم القرصنة. والمفارقة أنّها تمّت من دون إرسال رابط مشبوه أو ما يسمي بـ zero-click مثلما هو معروف، ومن دون أي رد على الاتصالات الخبيثة الواردة التي تقتحم الهاتف مباشرة بعد الرد عليها.التقنية تعتبر الأحدث في عالم التجسس كلفتها عالية جداً، إذ يتجاوز سعرها الثلاثة ملايين دولار أميركي، لكل هاتف يتم اختراقه. كما كشفت الحلقة كيفية تعقب الصحافي المغدور جمال خاشقجي من خلال استخدام البرنامج الإسرائيلي، واستهداف ناشطين وصحافيين آخرين، ومحاولة ابتزازهم فيما تقف الإمارات خلف كل ذلك.
من جهتها، نشرت صحيفة «ذا غارديان» البريطانية تقريراً يستعرض ما كشفته الحلقة، وأشارت إلى تورّط السعودية والإمارات في اختراق هواتف العشرات من صحافيي «الجزيرة» في هجوم إلكتروني غير مسبوق، موضحةً أنّها طلبت من سفارة السعودية في لندن وسفارة الإمارات في واشنطن التعليق، غير أنها لم تتلق أي رد.