بعد نشر السيناتور الجمهوري طوم كوتون، مقالة في صحيفة «نيويورك تايمز»، قبل أيام قليلة، يدعو فيها الى نشر الجيش الأميركي لمواجهة المتظاهرين بعيد مقتل جورج فلويد على يد أحد أفراد الشرطة، وبدء الضغوط على محرر صفحة الرأي في الصحيفة جيمس بينيت الشهر الماضي، استقال الأخير بعد إثارة المقالة انتقادات شديدة، وتوقيع أكثر من 800 موظف داخل الصحيفة الأميركية، على عريضة احتجاج ضد مضمون المقالة واعتبارهم العاملين من ذوي البشرة السوداء داخل الصحيفة في «خطر» وكان محرر الصفحة قد اعتبر أنّ المقالة تندرج ضمن «التنوع الأيديولوجي». علماً أنها نشرت يوم الثالث من حزيران (يونيو) الماضي، حيث دعا كوتون الى «استعراض القوة الساحقة من أجل إعادة النظام الى شوارعنا»، مما أثار موجة من الغضب داخل فريق الصحيفة، التي عادت ونشرت اعتذاراً يوم الخميس الماضي قالت فيه: «بعد النشر، تعرض المقال لانتقادات شديدة من العديد من القراء، مما دفع المحررين إلى مراجعة المقال وعملية التحرير». وأضافت أنه «استناداً إلى هذه المراجعة، خلصنا إلى أن المقال لم يرق إلى مستوى معاييرنا وكان يجب عدم نشره».
ووصفت الصحيفة عملية التحرير بأنها «متعجلة ومشوهة»، مشيرة إلى أن كبار المحررين لم يشاركوا في الموضوع بشكل كاف. وكان بينيت قد تولى قيادة صفحة الرأي في «نيويورك تايمز» منذ العام 2016. وبعد استقالته امس، وصفه ناشر الصحيفة أرثر جريج سولزبيرغر بـ «الصحافي الموهوب والنزيه» الذي أشرف على «تحوّل كبير» في قسم الرأي داخل الصحيفة. ورغم هذا المديح، إلا أن بيان الناشر تضمن حديثاً عن «انهيار كبير» حصل في عمليات التحرير تبعاً لوصفه، وكشف عن اتفاق بين الرجلين لطرح «فريق جديد لقيادة القسم خلال فترة من التغيير الكبير».